محاصيل العراق الستراتيجية عرضة لخطر النيران

العراق 2021/05/10
...

 بغداد: هدى العزاوي 
 
كشفت مديرية الدفاع المدني عن وقوع 12 حريقاً في حقول محصول الحنطة خلال الأيام العشرة الأخيرة، وبينما حذرت الجهات البرلمانية والزراعية المختصة من تكرار سيناريوهات السنين السابقة للحرائق في الفترة المقبلة، دعت الحكومة إلى تسخير الإمكانيات لحماية المحاصيل الستراتيجية للبلاد من تلك الحرائق.
عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية عبود العيساوي، ذكر في حديث خاص لـ”الصباح”، أن “ما حدث من حرائق في السنوات السابقة كان بأسباب عديدة منها تخريب العناصر الارهابية ومنها بسبب النزاعات على الأرض، إضافة إلى وجود خلل في عوادم الحاصدات كونها نوعية قديمة وتولد شرارة تؤدي الى الحرائق”.
ونوّه بأن “الحنظة مورد اقتصادي كبير للعراق، لذا من المفترض أخذ الاحتياطات الكاملة وأن تكون هناك رقابة من الأجهزة الأمنية لرصد ما إذا كانت هناك عملية تسلل وتخريب، وأن يكون للفلاحين دور في مراقبة محاصيلهم، لذا تأكيدنا يكون على الاجهزة الامنية وفرق الدفاع المدني وأن تكون هناك طائرات هليكوبتر تراقب مئات الآلاف من الدوانم الموجودة في البلاد”، داعياً “الدولة إلى الاستعداد لأي طارئ وأخذ العبرة من التجارب السابقة”.
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية حيدر العصاد في حديث لـ”الصباح”، أن “هناك نوعين من الحرائق أولهما نتيجة الحاصدات والتماس الكهربائي وهذا ما حدث في المحافظات الوسطى والجنوبية، أما المحاصيل التي كانت ضحية عمل إرهابي فوقعت في محافظة صلاح الدين التي باتت محط تركيز كون محاصيل باقي المحافظات لم تصل الى النضوج”.
ولفت إلى أن “الغاية من حرق المحاصيل ضرب المنتج المحلي وتراجعنا عن الاكتفاء الذاتي الذي تحقق العام الماضي، فاليوم خسرنا ما يقارب 500 ألف دونم بسبب انحباس الأمطار والجفاف، لذا كانت هناك زراعة محدودة”.  
وأضاف، “أصدرنا توجيهات للفلاحين لمراقبة المحصول الناضج لحين انتهاء الحصاد، ولكن أملنا أن تقوم الحكومة بعملها الاستخباراتي خاصة أن بعض الحرائق كانت مبتكرة بطريقة حديثة ووضع عدسات مكبرة داخل الحقل لاستخدامها لحرق المحاصيل، وهناك من قام بحرق (حيوان) ورميه في الحقل خاصة أن المحاصيل الناضجة سريعة الاشتعال”.
ولفت العصاد الى أن “المحافظات التي تضررت أيضاً بعد صلاح الدين، هي محافظة النجف وخسرت 50 دونما وكانت بسبب الحاصدة وقامت فرق الدفاع المدني بإخماد الحرائق”. 
مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان أوضح في حديث خاص لـ”الصباح”، أن “المديرية تطلع مع بداية كل موسم زراعي على الخطة الزراعية وتحدد مواقع الحقول وتبدأ بالاجراءات الاستباقية لنشر توعية أساليب الوقاية وآلية تفادي الحرائق وتوزيع أرقام طوارئ الدفاع المدني 115 للابلاغ عن الحوادث وعن موعد الحصاد، خاصة أن أكثر الحرائق تقع أثناء الحصاد جراء تطاير شرارة نارية من (اگزوز) عادم الحاصودة أثناء الحصاد أو من الشاحنات الناقلة أو الجرارات”.
وأوضح بوهان أن “الدفاع المدني تتخذ جملة من الإجراءات لموسم الحصاد منها توزيع عجلات الدفاع المدني بالقرب من الحقول بهدف التدخل الفوري في حال حصول حرائق، ومن خلال الخبرات المتراكمة المكتسبة لدى المديرية فإن موسم الحصاد يبدأ من الجنوب وما أن يكتمل ينسحب الى المحافظات الوسطى والشمالية، لذلك تدفع المديرية بثقلها الى الجنوب حتى يكتمل الحصاد فيتحول الجهد الى المحافظات الوسطى وبعدها الى المحافظات الشمالية”.
وكشف اللواء بوهان عن أن “المجموع الكلي للحرائق في الحقول خلال 10 أيام للفترة من 29 نيسان الى 8 أيار الحالي كان (12) حادثاً، المحترق منها (89) دونما أما المنقذ (1535) دونما”، وبين أن الحرائق توزعت بين محافظات: بابل والنجف وصلاح الدين وواسط، موضحاً أن “الأسباب وراء اندلاع الحرائق في الحقول، كانت سبعة نتيجة أسلاك الكهرباء وواحد نتيجة شرارة الحاصودة وآخر عقب سكائر واثنان عبث أطفال وواحد قيد الفحوصات المختبرية والتحقيقات” .