{قرنقعوة}.. مهرجان رمضاني لم تغيبه الجائحة

الصفحة الاخيرة 2021/05/10
...

 فرح الشريف
 ترجمة وإعداد: ليندا أدور
 
في ليلة منتصف شهر رمضان الفضيل، تحتفل العديد من دول الخليج العربي بمهرجان تقليدي شعبي فريد من نوعه في المنطقة، الا وهو "القرنقعوة"، كما يطلق عليه في دولة قطر، حين يخرج الأطفال الى الشوارع مبتهجين وهم يرتدون ملابس خليجية تقليدية ملونة، حاملين حقائب مزينة يجوبون بها الأزقة في مجموعات وهم ينشدون أغنية "القرنقعوة" قبيل الأسبوعين الأخيرين من شهر الصيام المبارك، التي تقول: "قرنقعوة، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يل معمورة، يم السلاسل والذهب يا نورة، عطونا من مال الله، يسلم لكم عبدالله".
الحلوى والمكسرات والألعاب هي الركن الأساس في هذا الموروث الشعبي الذي يحتفل به بعد صلاة المغرب، ويعتقد أن جذور نشأته تعود الى تقاليد الغوص بحثا عن اللؤلؤ في قطر، لينتشر بعدها في جميع دول الخليج العربي، لكن بأسماء مختلفة، ففي قطر والبحرين يسمى "قرنقعوة" أو "قرنقو"، وفي المملكة العربية السعودية يطلق عليه "كركيعان" بينما يسمى في الكويت "قرقيعان"، أما في العراق فيطلق عليه اسم "الماجينا كركيعان"، وفي سلطنة عمان يسمى "القرنقشوة، أو الطبلة قرنقوش"، وفي دولة الإمارات يسمى هذا التقليد بـ"حق
الليلة".
وسابقا، كان يعطى للأطفال التمر والأرز والقمح، وهي مكونات طبق "الهريس" التقليدي القطري، اذ يجتمع الأطفال في نهاية الليلة للاستمتاع بتناول ما تم توزيعه. لكن قرقيعان هذا العام، أتى بالتزامن مع دخول قطر الموجة الثانية من الوباء، ما أضفى عليه طابعا مختلفا في ظل التشديد على شروط التواجد في التجمعات الداخلية والخارجية، فكانت هناك طرق مختلفة لإحياء هذا الموروث بأمان، عن طريق تسيير حافلات مجهزة بمكبرات صوت وهي تشغل أغاني "قرنقعوة" لتنقل وجبات خفيفة للأطفال وهم في منازلهم، كما أعلن متحف قطر للأطفال عن إقامة ورش عمل "قرنقعوة" افتراضية عبر منصة زووم، اذ يمكن للأطفال واسرهم تعلم صنع ديكورات المنزل وحياكة السلال التقليدية للمهرجان والخاصة بالمكسرات والحلوى، بالرغم من كونه مختلفا هذا العام، لا يزال "قرنقعوة" محتفظا بروح العطاء وأهمية المجتمع معا، حتى في ظل ظروف الجائحة.
 
*موقع دوحة نيوز الإخباري