بلاغة الوحدة

ثقافة 2021/05/10
...

 أحمد ساجت 
 
الموتُ شكلٌ من أشكالِ المزاح، هذا ما تقوله المقبرةُ للوافدين في الأعياد!، هو مزاحٌ مختلفٌ له أيدٍ تتشابكُ وفمٌ لا يكفُّ عن القضم، البطلُ يذهبُ مبتهلاً بشكوكه، والأنثى تصنعُ من ضفيرتها سُلَّما إليه من دون أنْ تُدركَ النّهاية، وحدهم الأطفالُ يمضون بلا أدلاء ولا أحمال، يعلمون جيداً أنَّ المزحة ستخلط لحمهم الطّري باسمهِ ويرتفعُ بالون الضحك عالياً!.
أمرِّنُ وقتي على تكرارِ الأسماءِ بدلاً مني، فلا ذاكرة لتحتمل طول المزاح 
ولا ارتفاع بالونٍ ضاحكٍ في سماءِ المكان..
المحمولُ على الأكتافِ.. جسدٌ مبلولٌ بالهتاف
التّابوتُ.. منزلٌ لذكرى أحدهم!
النّاعون.. أغبياء لم يروا بعد ما يلي الرَّمل أو الرَّمل نفسه..
الحفّارُ.. حالم لا يهدأ وتاجر يربح الكثير من الملامح
الحفرة العميقة.. ذنوب سخية
الحفرة السّطحية.. مجرى لجواب غير مؤكد
الماءُ
الشّجر الصّغير
الشّاهدة
سيارة نقل الموتى
والصّراخ..
بلاغة الوحدة إذ تبتكر لمعاجم الوفيات علاماتٍ جدية!
لقد بهتت الأرضُ من الأسماءِ المكررة؟ 
الموتى يتشبثون بالغروب، وهو زائرٌ كثير المرح، يغسلُ أجسادهم 
الرّطبة أو المتيبسة مرة بالتّكوين وأخرى بالألم!، يلتمعون قليلاً لكي تمرَّ قوافل الصَّوت..
.
.
وتنزل إلى الملاجئ المؤقتة
تيجان مخذولة، ومساعٍ ليست حميدة! عن هذا الهرب..
يتحولُ المزاحُ إلى شكلٍ من أشكالِ الموت.. مع كلّ طوفانٍ 
آثم.. أو محاولة فاشلة لرسمِ تواريخ على جدران بعيدة...؟!