موقد الماء رأسي

ثقافة 2021/05/17
...

 عادل الياسري
 
استرح يا أنت،
ذاكرة زارها الاشتهاء مرات
فأينعت فيها اللحظات بالعشق
أخرى..،
لم تطرّزها فرحة كنت تنشدها
ذلك اليوم إذ عدت من رحلة بين العشيقة والحجل، وتجوال كنت تحبّه، احتواك المضيف* الذي تذكر أنك كنت تخشى الكبار الجالسين به في طفولتك، لا تدري أنك ستصبح ندّاً لهم في قادم الأيام، نادى عليك الكبير الذي كنت تدعوه أبي، وأنت تعرف أنّ أباك غادرها وأنت في الأربع.
ناولك الكتاب
هذا الرضيّ..،
اقرأ لي:
"ولقد مررت على ديارهم"
شرّعت بين التلعثم والإتقان في رحلة النصّ، كان يئنّ أحياناً وأخرى يستعيدك.
عند الانتهاء نادى عليك
يا ابني.. إني توسّمتك ميّالاً، هب لنفسك المساحة.. الشعر يدعوك.. اطرق بابه، سوف لن توصدها الجنّ، لكنني في البدء أسدي نصيحتي ألاّ تكون شاعراً، لأني ما عرفت يوماً شاعراً غنيّاً. لست أنهاك، خذ حيطة فالشعراء في وديان الهوى، وفي الترحال بين الكأس والعشق ينزفون دماءهم،
ويذرفون الدموع ضاحكين.
كان جدّك يعشق الشعر
لكنّ أباك صيّاد ماهر
بخلت به الحياة علينا
وغادركم وأنتم بعد لم تغادروا العش، ولا شبعتم من الطفولة، لا عرفتم لعبها. 
* فأنت الذي أحاورك الآن كانت لك غصّة، نحن الكبار شربنا ماءها المرّ، إذ كنت في الرابعة، لم يشأ الزمان أنْ يرى في يديك مرآتين، دفع الصبيّ الذي يكبرك في سنتين أو يزيد، امتشق السهم نادته لعبتكم،
ارمه للعلا
حملتك براءة لم تكن تعرف كنهها
أنْ ترى السماء،
لم تكن زارك "نيوتن" بعد
لا تعرف أنَّ سهم العاديات آتٍ الى الأرض
أنّ مرآتك اليسار له هدف.