الصباح ومسؤولية اعلام المستقبل

الصفحة الاخيرة 2021/05/17
...

علي حسن الفواز

سنوات العمل الحقيقيَّة تعني الإنجاز وصناعة الأثر، مثلما تعني المسؤوليَّة في إعطاء هذه السنوات أهمية استثنائيَّة، وفاعليَّة تراهنُ على النجاح وعلى الجدّة، وهذا ما نسعى إليه في جريدة الصباح ونحن نحتفي بالذكرى الثامنة عشرة لتأسيسها، إذ كانت هذه الجريدة طوال سنوات حضورها فضاءً إعلامياً واسع الطيف والجهد والعمل، فبقدر ما هي مؤسسة بهويَّة رسميَّة، لكنها كانت تمارسُ مسؤولياتها في النقد والمتابعة وفي إضاءة كثيرٍ من المجالات التي تتطلبها مسؤوليَّة الخطاب الإعلامي..
عند عتبة الذكرى، لا نقف لنراجع عملنا فقط، وهو حق مشروع، لكننا نتطلع الى أمام، ومن موقع الحرص والالتزام على أنْ يظلَّ خطاب الصباح ملتزماً بحقيقة المسؤوليَّة الوطنيَّة أولاً، والمسؤوليَّة المهنيَّة ثانياً، وبفاعليَّة النقد الموضوعي ثالثاً، وبالتطلع الى المستقبل بوصفه خياراً ورهاناً رابعاً، مثلما هو خيار وطني للتصدي ولمواجهة كل مظاهر الكراهية والتكفير والإرهاب التي حاولت عصابات داعش الإجراميَّة تسويقها والترويج لها، فضلاً عن التزامنا المسؤول بالسياسة المهنيَّة لشبكة الإعلام العراقي وهي تؤسس لخطاب إعلامي رصين في مهنيته واستقلاليته وجديته في التعاطي مع قضايانا الوطنيَّة، وهمومنا الاجتماعيَّة، وتبني خطاب الاجتماع العراقي في مطالبه وفي حقوقه توقاً لحياة حرة كريمة، والسعي الى صناعة رأي عام أكثر التصاقاً بهذه القضايا والهموم، بدءاً من تحديات الوعي الديمقراطي والأمني وصولاً الى تحديات الوعي الصحي ومواجهة تداعيات جائحة كورونا..
إنَّ الحرص على التجديد من أكثر مسؤولياتنا تحدياً، ومن أكثر الضرورات التي نعمل على تأصيلها، وعلى ديمومتها، فالجديد هو ابن المستقبل، مثلما هو ابن الواقع، وهذا ما يجعل عملنا، وعلى المستويات كافة أفقاً مفتوحاً للتفاعل والتواصل وللتعاطي العملياتي والنقدي، ومن منطلق أنْ يظلَّ التجديد وقبول الرأي والرأي عنواناً للمهنيَّة وللانفتاح، وباتجاه أنْ يكون خطاب الصباح جزءاً من خطاب شبكة الإعلام العراقي في العمل، وفي التعبير عن جدّة الخطاب ومسؤوليته، وعن استشراف قيمنا الوطنيَّة والأخلاقيَّة، وفي دعم مسار البناء الوطني والديمقراطي، وفي تحمل أعباء مواجهة مظاهر الفساد، ومظاهر ضعف الخدمات والبنى التحتيَّة، إذ يشكّل الإعلام منصة النقد، ومنبر الوعي في الكشف والمواجهة وفي تعزيز التوجهات الإيجابيَّة على مستوى دعم برامج حكومتنا الوطنيَّة، وفي الدفاع عن الخيارات الديمقراطيَّة، وفي تبني مطالب الشعب وحقوقه في التظاهر والعمل وفي حرية الرأي والتعبير وفي مشروعيَّة بناء الدولة المؤسسيَّة العادلة بعيداً عن كل عوامل الإكراه والضغط والعنف والكراهيَّة...