مطاعم الأكلات السريعة تنتشر في السماوة

الصفحة الاخيرة 2021/05/18
...

 السماوة: احمد الفرطوسي
 شهدت الأشهر الماضية زيادة في أعداد المطاعم التي تقدم الأكلات الغربية في مدينة السماوة، ودخول هذه المطاعم وانتشارها بشكل واسع يؤشران تغييرات مهمة حلت على ذائقة المواطن السماوي الذي طالما عرف بميله الى الأكلات التقليدية والتي تنحدر من ارث شعبي مقرون بها وبطريقة اعدادها.
 
مطاعم الأكلات السريعة «البيتزا والكنتاكي» في مدينة السماوة سجلت تقدما في عدد المرتادين لها بالمقارنة مع انحسار كبير في مطاعم «الباجة» والتي لا يتجاوز  عدد مرتاديها اصابع اليد، ومرد هذا التحول بحسب السيناريست يوسف المحسن يعود الى ان السماوة المدينة المحافِظة (بكسر الفاء) لم تعد بمنأى عما يحصل في العالم من تغييرات كجزء من المجتمع العراقي الذي طاله التغيير كثيرا منذ العام 2003. واضاف المحسن ان «جيل ما بعد التغيير بدأ يفرض ارادته ويفرض طريقة تعامله مع الأشياء، لهذا من الطبيعي أن تجد انحسارا لنشاطات وانتشارا لأخرى وهي جزء من الحركة المجتمعية في كل مكان وزمان». 
وتابع «عرف في السنوات الماضية عن اهالي مدينة السماوة انهم يتناولون السمك في يوم الأربعاء والفاصولياء في يوم الجمعة، انها عادات وجدت منذ مئات السنين من دون معرفة البداية الحقيقية او الأسباب المنطقية لها، واليوم اجد من تخلى عن هذا الطقس المجتمعي الذي اختص به الآباء والأجداد»، منوها بأن «هناك جيلا من الشباب لا يأكل مع اسرته حاليا ويلجأ إلى المطاعم الغربية حبا بها او هربا من الالتزام المنزلي، ما قد يخلف مشكلات اجتماعية في المستقبل القريب». 
وقال المواطن كرار نعيم (28عاما )، «المثل الشعبي يقول «كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس»، وانا افضل أن اتناول البيتزا او الكنتاكي كنوع من التغيير، وهذه الأكلات من الصعب أن نصنعها في البيت لأنها قد لا تعجب جميع اسرتي»، مشيرا الى أن اسعارها مرتفعة بالمقارنة مع الأكلات التقليدية، مثل «الباجة» او الكباب بسبب قلة عدد طهاتها. وتشهد غالبية مطاعم المدينة في المساء زحاما غير مسبوق يفوق جميع محافظات البلاد، وفي بعض الأحيان تعجز المطاعم عن استيعاب اعداد الزبائن، ويعود ذلك الى عدم وجود المطاعم الكبيرة من جهة والارتفاع المتسارع في معدلات الدخل لدى الفرد السماوي.