آلهة كثار

ثقافة 2021/05/19
...

  زهير بهنام بردى
 
أحرّضُ السوء على إخفاءِ حباله وعمره المطاط عنّي. أرسل اليه طريقاامينا يسلكه مع شمعة تضيء له صلعته وهو يحلق لحية النهربكلام مرسل اليه من ضريح نسى ميته بعضا من عمره في لفافة تبغ في محل بائع تبن ينقع النبيذ بالسكارة ويلفهما بسكرة خبز الى رأس الفجر ويتهجى الموسيقى في جمجمة عصفور مات بعد الثلج قرب مصباح ويلتقط الصور عند بوابة معبد أثري شحيح الجدران كثير الالهة ثكنات عبر رداءة سراديب تلائم الموت المتأخر في كاهل لوحات يتخاصم في معناها الشخير على امتداد جنائز حديثة العهد بالموت.
..............
مرّةً أخرى أخذتُ البيتَ معي لنتسكّع. كنتُ أسأل أشكالا أصادفُها وهي تسخرُ في عبها من مشهدِ البيتِ، أتأبطه على ذات أصابعي كلفّافة تبغٍ.ومن الممكنِ كثيراً أنْ لا أقدرأحياناً أحضره معي وأنا ألتفتُ خلفي لأقرأ إعلانا مغموراً بالكلمات العجيبة في الجهةِالمقابلة.لامرأةٍ عاريةٍ تسترُ عينَ المرآة برغبة كوابيس بحجم حانة نبيذ شرقي في لحظة تقديس خرافية وكانت الشمس بعجبٍ الى قوس شويط ممتد من نقوش طويلة في رخام معبدوتنظرُ الى حيطان تصير يدا في التراب ودخاناأبيض من ثقب عينيها كأنها جرار تسيل من اماكن مكررة كأنها نواعيرفي لحظة ضوء أشد عسلا من الورد.
..............
ما كنتُ قد نهضتُ من الحبِّ ومعي حفنة سماءٍ. ونحن في قاربٍ نلتقطُ الماء. كيف دخلتِ الليلةَ في تجاعيد يدي؟ وأنت أكثر بلادةً من غيمٍ بلا عينين. وكيف جلستِ تماما على طاولةِ الكتابة عاريةً بانتظاري؟، هل بسببٍ أقل خصوصيّة من طقسِ سرير تقولينَ بالتصاق مثير ارتعشتُ وبإيماءة تلعقني.وأنت تتأرجحين في ابتسامةأصابع ليل يشبهُ أوتارَ بيانو في حالةِ عزف. وكان لديَّ الكثيرُ من الجانِ، كنت منشغلاً بك وأنا مشغول بهم كنتُ أتدفّأُ في الطريقِ التي تحملك إليّ وقد لاحقتك فراشةٌ بيضاء في منتصفِ المشي كانت فمي الحصى الصغيرة. سألتكِ عن صغرِ قدميك وأنت تتعثرينَ بذكريات ليلة أمس وتفتحين الباب بدقّة أعطاها لك عنقود نبيذ كي تسيلين هذيانا.
..............
ما عدتُ الى البيتِ. كنت نائماً بعض الشيء في حالةِ استنفار. شخيرٌجريءٌ طوله دخان قاطرةِ. دخلتُ في نفقِ أنفي وكنت أعمى. أخضعُ لأمرٍصادر لشخصي المندثر. وافتحُ مائدةَ الليل بيدِ نبيذ ثمل. يثقبُ فمي بورد أخرس وبالحول يطلقُ نعيَ الكلام. ومن شفتي المسرعتين الى قهوةٍ تهذي كحريقٍ. أتجوّل في جزئي وأضعُ في جيبي نصّاً أحتاجه حين أغمضُ عيني على نعشي وآخري لا يعودُ الى البيتِ مثلي. دخلتُ الحمّام فرصةَ أنْ أغنّي وأبكي في آنٍ واحد. بحثتُ عنّي وجدتني واقفاً على عضوٍ واحد وبأسرع أصابع. كنت أفكّرأن أغسلَ ظهرَ العالم وأفتحَ عينيه كي يبصرني أبصقُ في جسده الذي يعتذرُ أنْ يتكلّم وهو يسقط ُكلّ ليلةٍ جثّةً هامدة في المصحّات.