بوادر أزمة دبلوماسية حادة بين بيروت والرياض

الرياضة 2021/05/19
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
في وقت تتحرك فيه بيروت محاولة احتواء صدمة القرار السعودي بحظر المنتجات اللبنانية من دخول أراضيها والعمل على تحجيم الخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان، وبينما يسعى المعنيون، ولاسيما الرئيس المكلف سعد الحريري، لفتح كوة اتصال مع الرياض في الجدار السميك الذي بات فاصلاً في أجواء العلاقات بين الرياض وبيروت
جاءت تصريحات وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة لتلقي بزيت التأزيم أكثر متسببة بأزمة دبلوماسية حادة بين البلدين لاحت بوادرها أمس الثلاثاء. الرئاسة اللبنانية التي خاطبتها السفارة السعودية بالقول: إن «الرياض تنتظر موقف الرئيس عون من هذه التصريحات ليبنى على الشيء مقتضاه»، سارعت صباح أمس الثلاثاء الى محاولة تلقف كرة النار الدبلوماسية قبل أن تكبر وتحرق الأخضر واليابس، فأصدرت بياناً شددت فيه على أن «تصريحات وهبة لا تمثل الرئاسة اللبنانية»، وجاء في البيان: «أثار بعض ما جاء في حديث وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة الى محطة (الحرة)، ردود فعل هدفت الى الإساءة الى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، وبدا ذلك واضحا من خلال ما صدر من مواقف سياسية إضافة الى الحملة الإعلامية المبرمجة التي رافقتها على رغم التوضيح الذي صدر عن الوزير المعني بأنه لم يسم دول الخليج في معرض كلامه».
وأضافت أن «رئاسة الجمهورية إذ تؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، تعتبر أن ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين ليل الاثنين يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس في أي حال من الأحوال موقف الدولة اللبنانية ورئيسها الحريص على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموماً».
وكان وهبة ألمح في حديث تلفازي ليل أمس الأول الاثنين إلى أن دول الخليج هي التي أتت بتنظيم «داعش» وزرعته في سهل نينوى والأنبار بالعراق، وجاء كلام وهبة رداً على محلل سعودي تناول الرئيس اللبناني ميشال عون وحزب الله، وشدد وهبة على أن «سلاح حزب الله،  دافع عن سيادة لبنان وحرّر الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي». 
تصريحات وهبة كانت موضع سجال سياسي وإعلامي حاد في بيروت، إذ انقسم إزاءها الإعلاميون والساسة الى فريقين وإن كان الفريق المتحفظ عليها هو الأوسع في الصالون السياسي اللبناني. مصدر إعلامي لبناني بارز أكد لـ «الصباح» أن «الوزير وهبة لم يجانب الحقيقة في إشارته بل إنه لامس المسكوت عنه في الأحداث الكبرى التي عصفت بالمنطقة، المتمثلة ببروز ظاهرة تنظيم داعش ومن يقف خلفه»، في حين قال مصدر مقرب من حزب الكتائب لـ «الصباح» إن «تصريحات وهبة، تمثل خطيئة سياسية يجب تداركها، وستدخل لبنان في نفق سياسي خانق ما لم يتم اتخاذ موقف حاسم حيالها من قبل صانع القرار اللبناني». 
وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة وإزاء عاصفة الامتعاض التي جابهت تصريحاته في الرياض وبيروت، والذي وجد نفسه أمام بوادر أزمة دبلوماسية جراء كلامه، أصدر أمس الثلاثاء بياناً قال فيه: «فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة (الحرّة)، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة، لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان، نجدّد تأكيدنا الحرص على أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للبنان، وأدعو المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه».
رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي عانى في الآونة الأخيرة من انقطاع خطوط اتصاله بالرياض، أصدر مكتبه الاعلامي بياناً استنكر فيه تصريحات وهبة بقوله: إن «الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة (الحرة)، كلام لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح ابنائه في البلدان العربية».