ممثل فطري

الصفحة الاخيرة 2021/05/22
...

حسن العاني 
لعل وجود انسان مرموق او متميز او مبدع في (المحلة) وبين الجيران، يقدم نوعاً خاصاً من العلاقة مع الآخرين، هي بصورة عامة علاقة حب واحترام، بغض النظر عن جنس هذا الانسان، رجلاً  كان او امرأة، وهذا الواقع يسري على بيت المسؤول، مثلما يسري على بيوت الفنانين والرياضيين والادباء والمذيعين ومقدمي البرامج.
 موقف في غاية الطرافة سمعته من استاذي الراحل، الفنان الكبير يوسف العاني فقد زرته ذات يوم في بيته، وأنا أحمل معي كتابه الجميل (شخصيات وذكريات) بعد أن انتهيت من الاشراف عليه وتصحيحه بناء على تكليف منه، ودار بيننا حوار طويل مفتوح تناول اكثر من موضوع، وقد سألته ان كان حضوره الفني يسبب له نوعاً من المضايقة او الحرج من الاخرين، خاصة الجيران واهل المحلة، فقال لي رحمه الله (ابداً لم يحصل ما يكدر علاقتي، بالعكس.. العراقيون يحترمون رموزهم ومبدعيهم بطريقة تبعث على الاعجاب) وسكت قليلاً وكأنه يستذكر حادثة، واكمل حديثه: (حصل ذات مرة، إن أحد رجال الطرف طلب مني الظهور في احد الاعمال التلفزيونية، فاعتذرت له، غير انه الح في طلبه اكثر من مرة، فوافقت على أن يكون ظهوره (كومبارس) لا يتكلم ولا يؤدي أي دور، وكاد الرجل يطير من الفرح، وهكذا اصطحبته معي وأبلغت الزميل المخرج بالحكاية، فلم يجد ما يدعو الى الاعتراض، وهكذا استدعاه وقال له : ستجلس في المقهى وامامك قدح شاي، ومعك مجموعة من رواد المقهى مثلك، وسوف يدخل الممثل يوسف العاني ويقول - السلام عليكم -  فتقولون - وعليكم السلام - وينتهي كل شيء، حيث يذهب يوسف الى المكان المخصص له .. هل هذا واضح وهز الرجل رأسه، وبدأ التصوير، ودخلت المقهى وقلت- السلام عليكم - فرد افراد الكومبارس - وعليكم السلام - الا صاحبي، فقد رفع يده بالتحية وقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هاي وين استاد أبو يعقوب أشو ماكو ..شلون صحتك.. وعلى الفور تم إيقاف التصوير... وقبل أن يتصرف المخرج أي تصرف خشن ضد الرجل، توليت أنا طرده من 
المقهى!).