حسن فؤاد يحوّل جذوع الأشجار إلى أعمال نحتية

الصفحة الاخيرة 2021/05/22
...

 بغداد: رشا عباس 
يواصل الفنان حسن فؤاد نحت اعماله الفنية من خلال تحويل جذوع الاشجار الميتة في ساحة القشلة بشارع المتنبي الى قطع تحظى 
بالاعجاب الشديد.
 
بدأ فؤاد بنحت جذوع الاشجار اثناء فترة الحظر الصحي الذي فرض بفعل كورونا، مبيناً "خلال ذهابي الى القشلة كل يوم جمعة شاهدت اشجاراً مقطوعة في الحديقة، وبعد السؤال عن السبب تبين انها بدأت تؤثر في اسس الابنية التاريخية الموجودة هناك، ووفقاً لقانون حماية التراث والآثار قررت وزارة الثقافة والسياحة والآثار تقليم تلك الاشجار وتجريدها من الحياة تقريبا، فخطرت ببالي فكرة تزيين هذه الجذوع بجعل تلك الاخشاب منحوتات تراثية وفنية تسر الناظرين وتعبر عن اهمية المكان الثقافية". 
مضيفاً "وظفت اعمالي حسب الموقع الجغرافي للمكان، اذ نحت بجانب نهري دجلة والفرات حورية وكأنها تخرج صباح كل يوم جمعة لترحب بالرواد، وتخبرهم عما يدور في هذا النهر، فضلا عن استحضار الثور المجنح في مدينة النمرود، بالاضافة الى عمل للنحات العراقي جواد سليم، والاخير بدعم من د. علي عويد العبادي المدير العام لدائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، اذ تكفل بمصاريف العمل الذي استمر لأكثر من شهر".
المنحوتات الخشبية والاعمال التي تتواجد الان في ساحة القشلة، ليست الاولى من نوعها التي يقدمها حسن، 
إذ سبق وأن اهدى لهذه البناية منحوتات من خردة الحديد هي رأس الحصان و الطاووس و النسر العراقي التي لا تزال شامخة حتى الان، موضحا ان "الفنان بامكانه تقليل ومحاربة 
التلوث البصري الذي اصاب جميع الأماكن من اسلاك المولدات و النفايات و اللوحات الإعلانية غير المبررة، او الكتابات على الجدران للذكريات او اجور التوصيل وغيرها من 
الملوثات". 
واشار حسن فؤاد الى أن "النحت والنقش على الاشجار والخشب صعب جدا، ويتطلب الكثير من الدقة والتركيز، وان كل ضربة على الازميل محسوبة، لان بكل بساطة الخشبة التي تقع على الأرض لا يمكنها أن تعود لتعالج الخطأ اذا حصل اثناء العمل"، مؤكداً ان "اعماله ماهي الا بصمة حقيقية تخبر الاجيال المقبلة، ان الثقافة والفنون بشكل عام تستطيع أن ترمم كل شيء قابل للزوال والسقوط".