{الحرائق» تحصد الحنطة.. ومزارعون يطالبون الحكومة بـ {التعويض»

العراق 2021/05/22
...

 النجف الاشرف: حسين الكعبي 
 
تتكرّر حوادث احتراق محصولي الحنطة والشعير مع كل موسم حصاد لهذين المحصولين التي تبدأ في أواخر شهر نيسان من كل عام، ما يسبب خسائر فادحة للفلاحين والمزارعين.
وتبقى اسباب معظم تلك الحرائق الكبيرة غير معروفة، في وقت يعزوها البعض إلى اعمال ارهابية خاصة في المناطق والمحافظات الغربية أو بفعل المنافسة بين تجار القطاع الخاص، بينما يرى اخرون أنها تحصل بتعمد لتدمير اقتصاد البلد والقضاء على حالة الاكتفاء الذاتي من محصول القمح والعودة إلى الاستيراد من جديد.
وسط هذه الصورة، ناشد مجموعة من المزارعين في النجف، الحكومة لتعويضهم عن محاصيلهم التي تعرضت للحرائق خلال الايام الماضية، بينما انحى بعضهم باللائمة على وزارة الكهرباء لوجود اعمدة الضغط العالي بين الحقول الزراعية، وسقوط بعض الاعمدة او الاسلاك نتيجة الرياح القوية ما ادى إلى نشوب بعض حوادث الحريق بسببها.
وقالوا: ان هناك العشرات من الدونمات احترقت في الناحية ما تسبب بخسائر اقتصادية للمزارعين، الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق وحيد لهم، مناشدين "الحكومة النظر بجدية إلى مطالبهم بالتعويض لان هذه الحوادث اثرت سلباً في معيشتهم".
من جانبه، قال محافظ النجف لؤي الياسري لـ"الصباح"، رداً على مطالب المزارعين بالتعويض: ان الاعوام الماضية شهدت ايضاً حوادث حريق اثناء حملات الحصاد، ولم يكن هناك تعويض لهم من قبل الحكومة او اي جهة حكومية اخرى، لان معظمها تنشب بسبب الاهمال وعدم الالتزام بشروط السلامة التي تفرضها مديرية الدفاع المدني.
واكد ان "هناك تحقيقاً تم فتحه في حوادث الحريق لان البعض منها حدث بسبب حرق مخلفات بالقرب من حقول الحنطة، ما ادى إلى نشوب الحرائق، وفي هذه الحالة فان المقصر يجب ان يحاسب لانه تسبب بخسائر فادحة للمزارعين".
واعرب الياسري عن "امله بان تستجيب الحكومة لمطالب المزارعين بالتعويض، الا انه في نفس الوقت لا يتوقع ان يكون هناك تعويض لان اسباب الحرائق لا ترتقي إلى ذلك". 
واعلنت وزارة الزراعة مؤخرا عدم وجود تعويضات مالية للمزارعين والفلاحين الذين احترقت محاصيلهم بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، إضافة إلى أن هذا الموضوع يخضع لشروط وتعليمات قانونية تتمثل في الظرف القاهر وغيرها، موضحة أن "أسباب الحرائق في الحقول الزراعية جاءت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والإهمال وقرب مزارع الفلاحين من مصادر النيران، إضافة إلى عدم توفر السلامة المهنية في الحاصدة التي قد تسبب حرائق هنا وهناك فضلاً عن التماس الكهربائي"، واكدت ان "هناك اسبابا عملية متعمدة وكيدية خاصة في المناطق غير المستقرة أمنياً التي لا تزال هشة وغالباً ما تحصل فيها هكذا حوادث". 
اما مدير عام الدفاع المدني في العراق اللواء كاظم سلمان بوهان، فقد ذكر في مؤتمر صحفي عقده في النجف ان "العدد الكلي لحرائق المحاصيل في عموم العراق بلغ 55 حريقاً، معظمها حوادث غير متعمدة ما عدا اربع حوادث تم تشخيصها اثنتان منها في محافظة صلاح
الدين".
ولفت إلى ان "مديرية الدفاع المدني لديها اجراءات استباقية في كل عام منها اجراء كشف على المشاريع الزراعية والسايلوات قبل الموسم الزراعي، كما تتضمن الاجراءات حملات توعية للمزارعين لاتخاذ اجراءات السلامة وتجنب الحرائق واضرارها، الا انه اعرب عن اسفه لان معظم المزارعين يتجاهلون الاجراءات التي تفرضها المديرية".
وشدد بوهان على ان "معظم حوادث الحريق يكون سببها الاهمال، اما مرور خطوط الضغط العالي بالحقول الزراعية فهي ايضاً من اسباب بعض الحرائق".