(قبعة مائلة)

ثقافة 2021/05/23
...

 علي شبيب ورد
 
الى/ مروان عادل حمزة في اربعينيته
1
لا أصدق ما يشاع 
لأنه موجود.. 
غير أنه يحب المزاح كثيرا.. 
وأحيانا.. يطيل الغياب.. 
- ليس شرطا أن يكون الغياب موتا -
لذا، انا لا أفكر بالأمر كثيرا،
لأنه موجود.. 
كل ما في الأمر:                     
أنه قرر أن يغيب قليلا، كيما يغيظني، 
فأنا احتاجه دوما، لمتعلقات عمل..
هو شاعر، ولكن ليس كغيره.. 
قصيدته تشاكس الحمامَ بالهديل،
والبلابلَ بالتغاريد. 
والببغاواتِ بالفضائح. 
وتبتعد عن فخامة اللغة. 
لأنه يخلصها من أشواكِ البلاغة، 
وقداسةِ المعاجم.
3
كتب وغنى لتشرينَ، ونوارسَها الذين خرجوا عراةً يهتفون:
(نريد وطن.. حرّ مدني.. 
وريّس نزيه اووطني.. 
وطن محبة وسلام.. 
لا يعتدي ولا ينحني..) 
في ساحة التحرير غنينا معا.. 
وقبضنا بحناجرنا، على سرقاتهم.. 
أكياسٌ ملونةٌ بدناءاتهم. 
مدججةٌ بضغائنهم. 
مسورةٌ بولاءاتهم. 
هي أكياسُ أحلامِنا، فيا ويلَنا منهم.. 
 
4
موجودٌ.. 
في عيون المحبة، وشفاه القبل، وتنهدات الصدور.. 
محبوهُ.. كلما مروا،
على قصائدِهِ المتهكمةِ من حياتِنا،
التي ركلها بدعابة غيابه. 
وكلما غرد بلبل
وناح الحمام..
وكلما تذكروا
ما تسردُهُ صبابتُهُ 
عن أزقةِ الفضل، وطيورِهِ، والسطوحِ.
والصبايا،
ودكةِ البيت القديم.
5
موجود معنا، حيثما اتجهنا،
وتجاذبنا الكلام.
ماثل في الدموع والهتافاتِ والكركرات.
باق معنا، يطلق الأسئلة،
على كل أوجاعنا الماثلة، وآهاتنا المقبلات،
نراه واقفا..
يلقي قصائدَهُ الساخرة،
بابتسامةٍ دائمة 
وقبعةٍ مائلة.