علي أبو شهد في محاولة لإيقاظ الوعي الموسيقي

الصفحة الاخيرة 2021/05/25
...

      بغداد: الصباح 
أصدر المؤلف والموزع الموسيقي علي ابو شهد مطبوعه الاول والذي حمل عنوان «أغنيتي المفضلة» تحت هامش ايقاظ الوعي الموسيقي، عن دار «الورشة» وهو من القطع المتوسط ويحتوي على 234 صفحة توزعت بين ستة فصول، جاءت ثرية بالمعرفة الموسيقية وفك شيفرات التذوق الموسيقي والغنائي، وتحسب لابي شهد تفرده في ربط الجانب السيكولوجي بعملية التذوق الغنائي، واتجاه الفرد الى نوع معين من الغناء من خلال الدوافع النفسية.
 
عكس المؤلف خبرته في مجال التلحين والتوزيع الموسيقي ومعايشته المهنية في الوسط الفني، على مدى ربع قرن، اضافة الى معرفته الاكاديمية، فهو خريج كلية الفنون قسم الموسيقى، ويحضر حاليا لنيل شهادة الماجستير باختصاصه، لذلك أضاء الكثير من المناطق المعتمة بالنسبة للقارئ العادي والمتخصص في مجال الموسيقى بلغة نقدية لن تتخلى عن جديتها على مدى صفحات الكتاب، في الكشف عن عورات الوسط الغنائي وما يعتريه من تخلف وامية تصل الى حد السذاجة والسفاهة على حساب الذوق العام.فكان كتاب «أغنيتي المفضلة» جهدا طيبا وحصيلة معرفية، امتزجت فيها الممارسة العملية في الاستديوهات مع المعرفة الاكاديمية، بمطبوع جدير بالقراءة والاهتمام، وحقق اضافة نوعية للمكتبة الموسيقية العراقية والعربية.
تناول الكاتب في فصل « سيكولوجية ارتباطنا مع الموسيقى «بشرح مبسط كيفية ارتباطنا بالموسيقى والاغاني، ويعطي تفسيرا لانجذاب كبار السن الى الاغاني القديمة، التي ارتبطت بذاكرتهم وايام شبابهم، واقبال المراهقين على الاغاني الحديثة، وما السر في اهتمامهم بها؟، لأنها تعبر عن عواطفهم المتضاربة والجياشة واستجابة نفسية لمرحلتهم، التي تحتاج الى الحركة والرقص والتعبير عن ارهاصاتهم، ويوضح سايكولوجيا عملية الانجذاب لكل فئة عمرية. ويناقش الكتاب بجرأة جدلية العلاقة بين صراع الاجيال، ويمر بواقعية عن توقف أغلب الملحنين الكبار والذي اطلق عليهم تسمية الكلاسيكيين وعدم قدرتهم على الاستمرار في تقديم الاعمال الغنائية التي تجذب الجيل الجديد، رغم بساطتها
 وسطحيتها.
ويكشف ابو شهد كذبة الموزع الموسيقي في الاغاني الحديثة، ويتحدث عن واقع التوزيع الموسيقي والقصور في معرفتهم العلمية واعتمادهم على آلة الاورغن والتقنيات الحديثة، وعدم مقدرتهم على الكتابة لمختلف الالات الموسيقية التي تتطلبها عملية التوزيع في الاوركسترا السيمفونية، ويطلق عليهم تسمية «منفذو أغانٍ أو مشغلو أغانٍ» وليس بموزعي موسيقى حقيقيين، لذلك نرى الاخطاء في الكثير من الاغاني الشائعة والمنتشرة، ثم يتطرق الى موضوعة في غاية الاهمية وهي استنساخ الاغاني بين مطربي هذا الجيل، نتيجة لغياب الوعي وجهل مطربي اليوم وهوسهم نحو الشهرة، ما جعل الكثير من الاغاني تتسم بالسطحية والسوقية. 
ويميز بجلاء بين مطربي الاستوديو وبين الذين يمتلكون موهبة حقيقية.. وغيرها من الظواهر التي علقت بالوسط الفني، تناولها الكتاب بجرأة، لا سبيل لنا بحصرها في موضوع
 واحد.