فوزي كريم شاعر الظل والعزلة الشعريَّة

ثقافة 2021/05/27
...

 عبدالرزاق الربيعي
رغم «عزلته الشعرية»، وقبوعه في «الظل»، عن زهد بالأضواء، وإرادة، من جانبه، كما باح لي ذات حوار، أو عن قصد من جانب الوسط الثقافي في مرحلة معيّنة، إلا أنه ظل الأكثر سطوعا من كثير من شعراء جيله 
الستيني، وما سبقه، وما تلاه، فهو حالة متفرّدة، بغنى تجربته الشعرية والنقدية، باهتماماته المتنوعة في الموسيقى، والرسم، وحتى الغناء، بثقافته الواسعة، ودفئه الإنسانيّ الذي لمسته عبر عدة لقاءات 
جمعتنا في مسقط، وعمان. 
 
ففي مطلع عام 2013 أخبرتني د.لنا عبدالرحمن أن الشاعر فوزي كريم في دبي، وينوي زيارة مسقط، فسررت كثيرا، وبدأنا الترتيبات، والتحضيرات، وبالفعل وصل مسقط التي نشر عنها مقالا «مسقط.. العمارة الغنائية»، وكانت الفقرة الاولى منه «قيل لي في دُبي: ما أيسر أن تزور مسقط، وستنعم برؤية دار أوبرا عربية تُقرّبك من الأسطورة. وفعلت ذلك على الفور. قطعت تذكرة طيران كلّفتني اليسير، وقطعت زمناً لمسقط لم يتجاوز ثلاثة أرباع الساعة. شاعران بالغا الرقة كانا في انتظاري: سعيد الصقلاوي، وعبد الرزاق الربيعي. قالا لي إن دار الأوبرا ستكون أولى المفاجآت، لأنها على الطريق إلى حيث سأقيم. وبالفعل توقفنا أمام صرحها المهيب بعد فترة قصيرة من السوْق»، فكانت مصافحته الأولى لمسقط، من خلال دار الأوبرا، كان ذلك هو لقائي الثاني به، أمّا الأوّل فقد كان في عمّان 2007، في المؤتمر التأسيسي للمجلس العراقي للثقافة، يومها، قدّمني له صديقي الشاعر عدنان الصائغ، فرحّب بي، وتبادلنا كلمات الود، والمحبّة، فقد كنّا نقرأ له منذ بداياتنا، وبقينا نتابع دواوينه، ومجلته «اللحظة الشعريّة» التي أصدرها في لندن، وتواصلت لقاءاتنا، ولاحظت أنّه يميل للصمت، والعزلة، ولم يشارك بالمناقشات، والأنشطة المصاحبة، ومن بينها الأمسية الشعرية التي شاركت بها إلى جانب نخبة من الشعراء العراقيين، اكتفى خلالها بالحضور.