الآثار: لا انهيار لبابل الأثرية ولن تخرج من لائحة التراث العالمي

العراق 2021/05/29
...

 بابل: فاضل علي
نفت مفتشية الاثار والتراث في بابل الانباء التي تتحدث عن انهيار المدينة الاثرية، كما استبعدت وجود توجه لازالتها من لائحة التراث العالمي، واعلنت اكمالها 90 % من الملاحظات التي حددتها منظمة اليونسكو لضمان استمرارها ضمن اللائحة.
وحذرت تقارير عالمية مؤخرا من ان بعض جدران المدينة الاثرية معرضة للانهيار، فضلا عن وجود عوامل عدة تشكل خطرا على المدينة التاريخية، منها خطوط الأنابيب النفطية وأعمال الإنشاءات التي تخلق تهديدا لمساحات شاسعة منها، مع انتشار اعداد متزايدة من المنازل في محيط المنطقة.
وما تزال بعض الجدران، بما تحمله من نقوش طينية يقدر عمرها بـ2500 عام تحمل صور تنانين وثيران مرتبطة بالآلهة، قائمة إلى يومنا هذا. إلا أن الكثير من قطع الآجر تتداعى، ومع ارتفاع منسوب المياه تواجه جدران بأكملها خطر الانهيار بحسب تلك التقارير.
وقدر أنصار الحفاظ على المناطق الأثرية أن تركيب نظام لمنع المياه من التسرب إلى الموقع الأثري سيكلف عشرات الملايين من الدولارات.
مدير اثار بابل قحطان عباس، قال لـ"الصباح": ان "ابرز الملاحظات التي حددتها منظمة اليونسكو بعد ادراج اثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي، تضمنت اكساء الشوارع داخل المدينة الاثرية وتاهيل المسرح البابلي وقصر التمثيل والابنية الخدمية الاخرى، علاوة على اعداد خطة مستقبلية لتأهيل ابنية أثرية متعددة".
واكد ان "المفتشية ملتزمة بكل الشروط التي وضعتها منظمة اليونسكو من اجل استمرار بابل ضمن لائحة التراث العالمي"، مشيرا الى ان "الادراج قائم وليس هناك خطر على استبعادها من قبل المنظمة".
ووافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، خلال العام 2019 على ادراج اثار بابل على لائحة التراث العالمي، مقابل شروط عدة فرضتها على العراق، منها إزالة جميع المخالفات عن المدينة، وأمهلته فرصة حتى العام 2020، للخضوع لشروط المنظمة.
وقلل مدير الاثار من اثر المعلومات المتداولة بشأن هذه التقارير، حينما اكد ان آثار بابل لم تتعرض للاندثار حتى الان واعمال الصيانة مستمرة على قدم وساق، اضافة الى ان بعض المنظمات الدولية تعمل في المدينة مثل منظمة W M F ، حيث تركزت اعمال هذه المنظمات في معبد ننماخ وبوابة عشتار ووصلت الى نسب كبيرة، مع استمرار الجولات والزيارات السياحية الى هذه اللحظة.
بينما اشار الى ان اعمال الصيانة شهدت توقفات بسيطة حدثت بسبب عدم اقرار الموازنة، لان تخصيصات بابل عاصمة العراق الحضارية ايضا متعلقة بهذا الامر، وسيتم استئناف العمل في المرافق التي توجد فيها اعمال صيانة عند وصول التخصيصات الى المحافظات.
وكانت آثار بابل مدرجة على لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، قبل أن تحذفها المنظمة، نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، بسبب التلاعب بمعالم المدينة الأثرية، وتغيير بعض تلك المعالم، وإعادة بناء أجزاء من دون التقيد بالأسلوب العلمي.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد غزو العراق عام 2003. بنى مقاولون عسكريون أميركيون قاعدة في الموقع، وحفروا خنادق وقاد الأميركيون مركبات مدرعة عبر شوارع بابل الهشة، وملأوا أكياس الرمل بالتراب الممزوج بالفخار وشظايا العظام. وتسبب هذا كله في أضرار فادحة في الموقع، حسبما خلص اليه تقرير صدر عن المتحف البريطاني.
وكان خبير الآثار جيف ألين، الذي يقود مشروع الصندوق العالمي للآثار والتراث في بابل منذ 2009، قال: إن "الطوب في منطقة بابل الاثرية يتعرض بشكل متكرر للمياه والجفاف وارتفاع الأملاح؛ ما يسبب انهياره".