الكاتب ماتيو غارسيا إليزوندو.. عن العيش مع إرث أسرة أدبية

ثقافة 2021/05/30
...

 جو باركن دانيلز  ترجمة: ليندا أدور
 
بالرغم من كونه ينحدر من أسرة أدبية، فجده لأبيه هو الكاتب الكولومبي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز، وجده لأمه هو عملاق الأدب المكسيكي سلفادور إليزوندو، لكنه يشق طريقه بنفسه في طليعة المشهد المزدهر للأدب باللغة الإسبانية، إنه ماتيو غارسيا إليزوندو.  صدر للكاتب الشاب ذو الـ 34 عاما، الذي لا يزال يعيش في مكسيكو ستي حيث ولد، روايته الأولى الى جانب كتابته للعديد من سيناريوهات الأفلام والروايات المصورة. وقد تضمنت قائمة مجلة غرانتا الأدبية لأفضل قاص وروائي شاب باللغة الإسبانية الثانية كتاباته والتي صدرت الشهر الماضي.
يقول غارسيا الشاب، عن رؤيته لازدهار الأدب بالإسبانية بصورة شاملة، في إجاباته عن أسئلة ضمن لقاء أجري معه، بأنه في حال جيدة بوجود أشخاص كثر يقومون بأشياء رائعة من أجله، ليس فقط في المكسيك بل في أميركا الجنوبية وإسبانيا وحتى في افريقيا، معربا عن إعجابه بأدب الرعب لماريانا إنريكيز وطريقة استخدام فرناندا ميلكور للغة المكسيكية «القذرة» لتصور الجانب المظلم للمكسيك، الى جانب إعجابه باستخدام خوان بابلو فيلالوبوس للفكاهة.
وعن العبء الذي يشعر به كون جده، غابرييل غارسيا ماركيز، واحدا من ملوك الأدب بعموم أنحاء العالم، يقول ماتيو بأنه يشعر بالملل قليلا لأنه يضطر للحديث عن «غابو» (يقصد به غابرييل)، لكن من الصعب الحديث عن عمله هو من دون أن يتحول الحديث عن جده فهو نقطة جذب قوية وبأنه من أشد المعجبين به، مشيرا الى أنه كان كاتبا وجدا رائعا. يقول ماتيو بأن حاضر ومستقبل الأدب بالاسبانية، مشرق الى حد ما، وبدرجة كافية من دون الحاجة لإرجاعها له باستمرار. 
تعليقا على سؤال بشأن روايته الأولى «موعد مع سيدة»، التي تدور حول حياة مدمن في المكسيك، وبأنه تناول أشياء عدة في كتاباته الى جانب المخدرات والتي قد تكون ذات صلة بالاضطرابات الاجتماعية في بلاده، وعن تأثير وطنه الأم على كتاباته، يقول ماتيو غارسيا: «في سن المراهقة، انتقلت للعيش في أوروبا وأمضيت فيها 10 سنوات، لكن عندما عدت الى المكسيك، كنت قادرا على رؤيتها بعيون جديدة»، مضيفا «أعدت اكتشاف الثقافة فيها، بل والأكثر من ذلك اكتشفت ثراء لغتها، فالاسبانية التي نتحدث بها هنا ممتعة جدا ولعوب، فيها مساحات كبيرة للفكاهة والسخرية، وعاطفية بذات
الوقت».
 
قارئ عشوائي
لدى سؤاله عن الكتب التي يحتفظ بها على الطاولة بجانب سريره، يتحدث ماتيو قائلا: «أنا قارئ عشوائي جدا، وبعيدا عن قراءة الروايات التي تتشابه موضوعاتها في بعض الأحيان (قصص الأسرة في الآونة الأخيرة)، فهناك القليل فقط من المنطق في كيفية قراءتي». «قرأت مؤخرا رواية «النباتية» لهان كانغ، واعتقد انها قصة رعب رائعة بحق»، يقول غارسيا الشاب مضيفا «مذاك، كنت أقرأ قصة جريمة لريكاردو بيجليا، وكتابا للمؤلف المكسيكي الشاب كلايو مندوزا، كذلك، بدأت بإعادة قراءة رواية «عالم جديد شجاع» لألدوس هاكسلي». «كما تلاحظون، هناك القليل من التناغم والمنطق، فأنا أقرأ كل ما تقع عليه يدي، الكتب التي أحب والتي أعتقد أنها ستساعدني في كتابة مؤلفاتي، سواء كانت روايات أدب الرعب او الجريمة أو الخيال العلمي او النفسية وما الى ذلك».
يقول ماتيو عن تنقلاته بين الرواية وكتابة سيناريوهات الأفلام والقصص المصورة، بأنه تنقل بين الصيغ والوسائط، في محاولة لتعلم قواعد كل منها، لكن في النهاية، كلها تتعلق بسرد القصة، وإخراجها هو الجزء الأصعب في الأمر، بقوله: «تعد كتابة الرواية أسهل من نواح عدة، اذ انك لست بحاجة للاعتماد على أشخاص كثر آخرين لتمضي العملية قدما».
يجيب ماتيو عن سؤال حول أي نوع من القراء كان في طفولته بقوله: «عندما كنت طفلا، كنت قارئا نهما لروايات الرعب، بدءا من سلسلة صرخة الرعب الى بو»، مستذكرا « أن أولى قراءاته الأدبية «الجادة» كانت عبارة عن مجموعة قصص قصيرة لإدغار آلان بو، الى جانب روايات كايوغا وستيفان
 كينغ».
 
حكواتي بارع
وعن «ماذا تعمل حاليا»، يقول إليزوندو الشاب بأنه حصل على منحة دراسية من مجلس الفنون المكسيكي لكتابة رواية، يعمل عليها الآن، وهي دراما أسرية، لهذا السبب يقرأ الكثير من قصص الأسرة، مشيرا الى ان الرواية تتحدث عن تجمع لأسرة أثناء جنازة لبطريرك الأسرة وهو شخص غريب الأطوار، وسيكون فيها قصة رعب عن أسرة، وسيكون هناك الفكاهة، فالموت والأسرة والفكاهة مواضيع عالمية، لكننا نراها حاضرة بقوة في المكسيك. يقول ماتيو بأن الثقافة المكسيكية والأميركية اللاتينية، بشكل عام، لديها تقارب فولكلوري كبير مع موضوعة الموت، فعلاقة الفولكلور المكسيكي بالموت والسحر، مذهلة وغير مكتشفة الى حد ما في الأدب المكسيكي المعاصر.
حين سُئل عن أحب الأعمال لجده لديه ولماذا، يقول ماتيو غارسيا إليزوندو: «سيكون ردي غير مثير للاهتمام، لكن بالتأكيد أحببت «مئة عام من العزلة»، فعندما قرأت الصفحات القليلة الأخيرة منها، أدركت سبب كل هذه الضجة من حولها وأيما حكواتي بارع هو أو كان هو».
 
*صحيفة الغارديان البريطانية