بغداد: حسين ثغب
تعالت أصوات الصناعيين المطالبين بالجدية في دعم اجراءات تطوير القطاع الصناعي، الذي يمثل حجر الزاوية للتنمية الاقتصادية، حيث وصف مختصون وجود تعقيد في اجراءات منح رخص انشاء المعامل الصناعية وتعدد الجهات المانحة للموافقة وتشعبها، وبات الحصول على الاجازة يتطلب عدة سنوات في بعض الاحيان، الامر الذي يخلق إرباكا لواقع الصناعة الوطنية لعدم توفر البيئة المثالية. عضو اتحاد رجال الاعمال منار العبيدي قال: إن {التعقيد يكمن في عدم وجود تخطيط لتحديد اراضٍ صناعية خاصة، وعند الشروع بانشاء مشروع صناعي لا توجد أراضٍ صناعية محددة لهذا الغرض، فيقوم صاحب المشروع بتتبع الموافقات من مختلف الجهات الحكومية والتي قد يتعارض موقع انشاء المشروع المقترح مع تعليمات وقوانين تلك الجهات كوزارة البيئة، ووزارة الزراعة، ووزارة الموارد المائية، والبلديات، وكل جهة لديها من التعقيدات والاليات ما يعيق العمل}.
ودعا {التنمية الصناعية الى تسهيل الحصول على العلامة التجارية والاسم التجاري والمنتج ودراسات السوق وغيرها من الامور التي من المفروض، أن تسهم في زيادة نمو القطاع الصناعي الا أنها تضعف وتعرقل من عمل هذا
القطاع}.
الاجازة الصناعيَّة
المختص بالشأن الاقتصادي ميثم البولاني قال: إنه {يمكن أن نقيس مستوى التعقيد من الفترات التي تتطلبها عملية الحصول على الاجازة الصناعية، حيث تجد مستثمرين او رجال اعمال تستمر معاناتهم سنوات ليتم الحصول على الاجازة، او لا يحصل عليها بعد معانات كبيرة بين مختلف الدوائر ذات العلاقة}.
أشار الى ان أحد مشاريع المنظفات في محافظة الديوانية، تطلب أربع سنوات من اجل الحصول على رخصة الانشاء، وهذا الواقع لا يمثل بيئة جاذبة للاستثمارات الدولية الراغبة في العمل داخل العراق، علما أن نصف هذه الفترة الزمنية شهدت إنشاء مدينة صناعية كبرى في إحدى دول الجوار.
وأكد رئيس التجمع الصناعي العراقي الأسبق عبد الحسن الشمري ان {العراق قادر على أحياء الصناعة وان يكون مركزا صناعيا عالميا، حيث تتوفر الجدية لهذا الأمر المهم}، لافتا الى ان {"الآلية الحالية يجب ان تكون داعمة لبيئة التصنيع في العراق وتسهم في عودة الحياة الى المصانع الموجودة حاليا، وجعل المنتج الوطني حاضرا بقوة في الأسواق}.
مناطق ستراتيجيَّة
اشار الى أن {المرحلة اللاحقة تتطلب أن نتجه الى تنظيم الاداء الصناعي، وتأسيس مدن صناعية متكاملة في مناطق ستراتيجية، تتوفر فيها الطرق السريعة والأيدي العاملة، وتحتوي على جميع الخدمات التي يحتاجها المصنع}.
ونبه الشمري الى ان {عناصر نجاح الصناعة الوطنية متوفرة والتي تدخل بالسوق، فالطلب متزايد على جميع البضائع، وهذا ينبع من الزيادة السكانية الكبيرة}.
الى ذلك بين احمد عباس الهاشم مواطن (35)عاما ان {المنتج الوطني غائب عن ساحة السوق المحلية باستثناء المياه المعدنية والغازية والمتوفرة بأنواع ومواصفات، ونحن نفضل أن يكون لدينا منتج وطني يصل الى السوق مباشرة من دون نقل وخزن وتأثيرات ذلك السلبية، حيث نفضل المنتج المحلي والذي غالبا ما نجده في بعض المحال ومنه منتجات صناعة الألبان في ابي غريب التي لها
صدى طيب في نفوس الأسرة العراقية}.