بغداد: فرح الخفاف
في وقت تعمل فيه وزارة الصناعـة والمعـادن على تشغيل مصنع البتروكيمياويات في البصرة، اكد خبيران صناعيان أهمية احياء المصانع والمعامل المتوقفة وانشاء المدن الصناعية، بينما وجهت انتقادات لاقامة بعض المدن الصناعية في مناطق نائية.
وقال المختص في الشأن الصناعي عقيل السعدي: إن {انشاء المدن الصناعية خطوة مهمة، ستخدم أطرافا عدة من أصحاب الاستثمارات والصناعيين والحرفيين}.
وانتقد السعدي السعي لاقامة مدن صناعية قرب حدود بعض دول الجوار، مبينا ان ذلك لن يخدم الصناعي العراقي، مشيراً الى أن ذلك يتطلب توفير خدمات متكاملة من الكهرباء والماء والبنى التحتية، في حين ان هناك مدنا صناعية متكاملة في بغداد ومحافظات اخرى متوقفة.
وأكد {اهمية احياء المصانع والمعامل المتوقفة، والتوجه لانشاء مدن او مجمعات متكاملة في جميع المحافظات، وبحسب طبيعة المواد الأولية في كل محافظة}.
المنتج العراقي
نبه السعدي على {وجود إغراق الاسواق العراقية بالسلع والمنتجات المستوردة التي تأتي من جميع دول العالم وتنافس المنتج الوطني، خصوصا ان المنتج العراقي عليه تكاليف باهظة، من ضريبة ورسوم البلدية وتكلفة الوقود والمواد الاولية}، عاداً ذلك منافسة {غير عادلة}، مطالباً في الوقت نفسه {بتوفير الوقود بالسعر الرسمي وتوفير الطاقة الكهربائية بشكل مستمر في المناطق الصناعية لدعم القطاع الصناعي والصناعيين لزيادة المنتج الوطني وتحسين جودته ومنافسته للمنتج المستورد.
التكنولوجيا الحديثة
بدوره، اكد الخبير الاقتصادي سيف سعد، أن {البيئة الصناعية العراقية بحاجة لإدخال التكنولوجيا الحديثة}.
إذ: {لا يمكن أن ينافس المنتج الوطني مثيله المستورد من دون دعم سواء مباشر عن طريق ضخ الأموال، او غير مباشر من خلال تقييد دخول المستورد المتوفر محلياً}، مؤكداً {ضرورة إعادة احياء المصانع والمعامل المتوقفة، وإنشاء مدن صناعية متكاملة، مع الافادة من تجارب دول الجوار والإقليم}.
تأهيل المعامل
وكانت خلية الإعلام الحكومي، قد اعلنت تمكن وزارة الصناعة تنفيذ خطة تأهيل المعامل المتوقفة البالغة (83) معملا، وعلى ثلاث مراحل ، قصيرة الامد وتشمل (17) معملا ومتوسطة الأمد، وشملت (24) معملا وبعيدة الأمد، شملت (42) معملا، إضافة إلى إنشاء خطوط إنتاجية ومشاريع جديدة ودعم رواد الأعمال والخريجين العاطلين عن العمل، ومنح اجازات التأسيس وتخصيص قطع الأراضي للمشاريع الصناعية وتنويع وزيادة منتجات وزارة الصناعة، فضلا عن دعم المشاريع والصناعات المتوسطة والصغيرة والسعي، لتفعيل قوانين حماية المنتجات المحلية والتعرفة الجمركية وإقامة معرض {صنع في
العراق}.
مصنع البتروكيمياويّات
في غضون ذلك، بحثت وزارة الصناعـة والمعـادن الاستعدادات والإجراءات النهائية لتشغيل مصنع البتروكيمياويات في البصرة، والذي توقف منذ 2011.
جاء ذلك خلال زيارة وزير الصناعـة والمعـادن منهـل عزيـز الخبـاز الى محافظة البصرة. وبحسب البيان الصادر عن الوزارة والذي تلقت {الصباح} نسخة منه، فان الخبـاز عقد اجتماعاً بعد جولته الميدانية في الشركة العامة للصناعات البتروكيمياوية مع المدراء العامين في شركات الوزارة بالمحافظة ومديري المصانع والمعامل في تلك الشركات. وبين أن وزارته أمام {تحديات كبيرة} لتشغيل وافتتاح مصنع البتروكيمياويات بعد توقفه مُنذ عام 2011. ومن المؤمل ان يكون لمصنع البتروكيمياويات مردودات وآثار إيجابية كبيرة على الشركة ومحافظة البصرة. أكد الخباز {أهمية مُواصلة التعاون بين شركات الوزارة في البصرة لتجاوز المشكلات والمعوقات وتكثيف واستمرار الجهود لإكمال عمليات التشغيل والإنتاج لمصنع البتروكيمياويات في ظل دعم الوزارة والمحافظة الكبير والكامل}.
مشيراً الى {ضرورة عمل شركات الوزارة في البصرة كفريق واحد للارتقاء بواقع شركاتهم وصناعتها وإنتاجها
الوطنـي}.