بغداد: شكران الفتلاوي
بين المختص بالشأن الاقتصادي الدكتور عبد الرحيم الشدود أهمية اعتماد رأس المال البشري، للنهوض بواقع التعليم لتقديم بحوث مهمة تصب في مصلحة الاقتصاد العراقي، اسوة بدول الميحط الإقليمي والدول الأخرى، ما يؤهله لمغادرة العمل بالاقتصاد الريعي والعمل باقتصاد المعرفة، الذي يعد أفضل أنواع الاقتصادات العالمية.
وأشار الشدود في حديثه لـ {الصباح}الى وجود ثلاثة أنواع رئيسة من الاقتصادات حول العالم، تتمثل بالاقتصاد المعرفي والصناعي ومن ثم الاقتصاد الريعي، القائم على بيع الثروات الطبيعية الموجودة في الدولة وهو المعمول به في العراق.
وأكد الشدود ان {الاقتصاد الريعي يؤدي إلى إفقار الدول التي تتبعه من مواردها الطبيعية، فضلا عن أنه يذهب مقابل الزهيد في توفير الحد الأدنى من الخدمات، مشددا على أنه أسوأ أنواع الاقتصاد على الإطلاق، لأنه يشبه أن تقوم ببيع أدواتك المنزلية والبيت والسيارة مقابل النقود التي تنفقها بسرعة}.
وبين ان {الاقتصاد الصناعي أفضل من الريعي، اذ يقوم على تحويل موارد الدولة الطبيعية إلى صناعات، ما يضاعف قيمة المورد الواحد، ليرد الى الدولة عشرات الأضعاف، بدل الاقتصاد الريعي}، مبينا ان برميل النفط الخام الذي تبيعه الدول الريعية
بـ 50 دولارا، فإن الدولة الصناعية تحول هذا البرميل إلى صناعات مختلفة، وتلك الدول تكسب من برميل النفط الواحد ما يزيد على 10 أضعاف ما تكسبه الدولة الريعية، ويعرف الاقتصاد الصناعي بانه اقتصاد العمل والجد
والانتاجية}.
وتابع اما الاقتصاد المعرفي فهو أفضل وأجود وأربح أنواع الاقتصاد، إذ يقوم على الإبداع والابتكار وعلى صناعة منتجات جديدة ذات قيمة عالية للناس مقابل كلفة صناعية زهيدة جدًا، كما ان دول الاقتصاد المعرفي تكسب أضعاف ما تكسبه دول الاقتصاد الصناعي. واشار الشدود الى ان {مكسب بيع هاتف ذكي واحد يفوق مكسب إنتاج 20 برميل نفط من الجهد والتكاليف والمخاطر والاستخراج والتصفية والتصنيع، لذا فإن جهد صناعة هاتف ذكي لا يقارن أبدا بجهد وتكلفة ووقت استخراج برميل من النفط، لافتا الى أن دول الاقتصاد المعرفي تركز على جودة التعليم، والتنمية الحقيقية للإبداع والابتكار، وتنمية التفكير السليم وهذا الاقتصاد يعرف باقتصاد الإبداع والجودة والذكاء}.