بغداد : مصطفى الهاشمي
تتحدد اسعار النفط، عالميا، وفق مجموعة معطيات أو بيانات تصدر غالبيتها عن الولايات المتحدة الاميركية، الى جانب عوامل العرض والطلب بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الخام، فضلا عن قرارات أوبك وأوبك +، الى جانب العوامل الجيوسياسية التي تتعلق بمناطق التوترات والنزاعات والحروب والحملات العسكرية.
وفي هذا الشأن يرى الاكاديمي الاقتصادي الدكتور ماجد البيضاني أنه «لعل ابرز البيانات التي تؤثر تأثيرا مباشرا في اسعار الخام هي التقارير الصادرة عن ادارة معلومات الطاقة الاميركية الخاصة بمخزونات النفط في الولايات المتحدة».
وبين البيضاني لـ«الصباح» أن «تقرير مخزونات النفط الخام الصادر عن إدارة معلومات الطاقة يحدد الزيادة الأسبوعية في عدد براميل النفط الخام التي تخزنها الشركات الأميركية، من دون ذكر كميات الذروة او الحد الاعلى والأدنى بصورة دقيقية أو مفصلة».
وتابع «يؤثر اعلان مستوى المخزونات في سعر منتجات النفط في العالم، وبالتالي فان ذلك يؤثر في التضخم والقوى الاقتصادية الأخرى والاسواق وحركة التداول والمضاربة بأسعار الخام حول العالم».
ورأى أنه «بهذه الطريقة تتحكم الولايات المتحدة باقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء، ما يجعل من النفط سلعة خاضعة للظروف السياسية ثم الاقتصادية حيث تسيطر عليها بيانات المؤسسات الاميركية».
وفي أحدث تقرير لها كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن أن مخزون الولايات المتحدة من النفط الخام تراجع الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج مصافي التكرير، في حين ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. ونزلت مخزونات الخام 5.1 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 28 ايار.
من جانبها قالت الباحثة الاقتصادية لبنى الشمري: إن «البيانات التي تصدرها هذه الوكالة ومنذ تأسيسها والى الآن لم تتطرق الى الكميات التي تستوعبها مخازن النفط في الولايات المتحدة، كما انها لم تحدد خزين القاع ولا التخمة».
واضافت الشمري لـ«الصباح» أن «فكرة انشاء مخازن النفط في الولايات المتخدة تعود الى سبعينيات القرن الماضي»، مبينة أن «الهدف من انشائها يعود لضمان السيطرة على الامدادات النفطية داخل الولايات المتحدة لمدة تتراوح بين 30 الى 90 يوما».
واشارت الى أن «بعد التحكم في الاسواق من خلال البيانات التي تصدرها ادارة معلومات الطاقة، تضمن الولايات المتحدة تدفق الامدادات الخارجية من الدول المنتجة، وفقا لما تلقيه تلك البيانات على ظلال الاسواق العالمية».