قطعة خبز

ثقافة 2021/06/06
...

  عمار حميد مهدي
 
للوهلة الأولى، كانت تشعر بالسعادة الغامرة وقد خرجت لتوّها من الفرن مكتسبةً حرارته، وضعوها في سلّة من القَش المحبوك بمهارة يدويّة عالية ومحمولةً مباشرةً نحو إحدى طاولات المطعم الأنيق، طال انتظارها وبدأ القلق يساورها وهي تنتظر الرجل الذي كان يتناول غداءهُ ان يمدَّ يده لتمنحه طعمها الساخن اللذيذ ولكنه لم يلمس جزءاً منها ابداً، ثم بدأت حرارتها تموت شيئا فشيئاً حتى تحولت الى كتلة باردة وحزينة، قبل غروب الشمس بقليل ومن قعر برميل القمامة المخصص لبقايا الطعام كانت تنظر بنفس ذلك الحزن نحو السماء التي بادلتها نظرات الغضب والحزن والألم.. الذي يسببه هذا العالم.