هل يتوقع أحد أن الموسيقار المصري محمد الموجي صانع النجوم والذي قدم اروع الالحان لام كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وغيرهم، يطلب من مطرب شعبي عراقي أن يتبنى موهبته ويأخذه الى مصر على نفقته الخاصة ويضع له الحانا تناسب صوته، ثم يطلقه بعالم الشهرة العربية!.

والاغرب من ذلك ان هذا المطرب المحلي يرفض طلب الموجي، نعم ان الموسيقار المصري محمد الموجي والذي لحن لام كلثوم {أسال روحك} و {للصبر حدود} ولحن لعبد الحليم حافظ  {قارئة الفنجان} و {رسالة من تحت الماء} و{كامل الاوصاف} وغيرها، اعجب بصوت المطرب الريفي عبد الصاحب شراد، وطلب منه بالفعل أن يتبنى موهبته بحضور رئيس القسم الثقافي في اذاعة بغداد ابراهيم الزبيدي، والاخير يذكر هذه الحادثة الغريبة في كتابه القيم {دولة الاذاعة}.

اليكم القصة: ان الموسيقار الموجي كان قد انشأ شركة انتاج فنية، واخذ يسعى لاكتشاف بعض الاصوات العربية، وكانت تربطه علاقة صداقة طيبة بالاعلامي ابراهيم الزبيدي، وعندما زار بغداد بهدف تحقيق بعض المشاريع الفنية، كان الزبيدي قائماً على ضيافته ويرافقه في زياراته، كما يفعل الموجي معه عندما يكون بالقاهرة.

وبينما كان المطرب عبد الصاحب شراد يسجل احدى اغنياته في استوديو الاذاعة، اخذ الموجي يستمع اليه بكل جوارحه وينصت باهتمام لتموجات صوته القوي، فسأل الزبيدي عن صاحب هذا الصوت، وطلب أن يستدعيه بعد أن ينتهي من تسجيل اغنيته، وأن يكون شاهداً على العرض الذي سيقدمه له.

وقال الموجي لشراد: سوف اوقع معك عقد احتكار لمدة خمس سنوات، واخذك الى مصر واضع لك الحانا تناسب صوتك وبعد تدريبك لمدة ستة اشهر على الالحان والاتيكيت وكيفية التصرف كنجم، اطلقك نجماً عربياً في ساحة الغناء، شرط أن نتقاسم ما تحصل عليه من حفلاتك مناصفة.

فوجئ شراد بالعرض الذي قدمه الموجي، وظل صامتا شارد الذهن، وطلب أن يمهله بعض الوقت كي يفكر بالامر، ثم غادر المكان من دون أن يقول كلمة شكر واحدة للموجي، وعندما اوشكت زيارة الموجي على الانتهاء، طلب أن يلتقي بالفنان عبد الصاحب شراد، ليعرف رده على العرض الذي قدمه له؟!.

فاعتذر الفنان عبد الصاحب شراد من الموجي، وقال له {انا مرتاح هنا، واطلع حفلات، واخاف اتغرب واترك اهلي وناسي، وربما افشل وارجع لابدأ من جديد، فلماذا هذه المجازفة!}.

وبذلك ضيع شراد، فرصة ذهبية، ربما لا تأتي بالعمر مرتين، ولو تم الاتفاق مع الموجي، لاصبح شراد احد نجوم الفن الغنائي العربي، واصبح له شأن آخر بالغناء.

ومن الاغاني التي اشتهرت للمطرب الريفي عبد الصاحب شراد أغنية {سفرتكم لا طولوها}، و {عجيبة يا حلو} وغيرها 

من الاغاني.