المدرسة العراقيَّة للعود.. فضاء إبداعي زاخر بالمواهب

الصفحة الاخيرة 2021/06/08
...

 بغداد: نورا خالد
آلة التلحين العريقة العود، الآلة الوترية الشرقية الأكثر أهمية على الإطلاق والاقرب الى الاذن العربية، ولعازفي العود العراقيين منذ القدم والى الآن اهمية خاصة عربياً وعالمياً، لما يتميزون به من اسلوب يختلف عن المدارس الاخرى، سواء التركية او المصرية او مدارس المغرب العربي. 
 
الموسيقار سامي نسيم بين في حديثه لـ {الصباح}  اهمية العود العراقي وعازفيه قائلاً {يعد العراق وحضارة وادي الرافدين الموطن الأصلي للعود عزفاً وصناعة ولا يختلف اثنان على ذلك، ومر العود بمراحل في بغداد على يد زرياب الذي طار به نحو الأندلس، ورائد نهضة العود البغدادية المعاصرة الشريف محيي الدين حيدر ابان الثلاثينيات، اذ أرسى قواعد مدرسة بغداد للعود واعلامها من تلامذته المعروفين امثال جميل بشير ومنير بشير وسلمان شكر، وكذلك ازدهرت صناعة العود العراقي متميزاً عن سواه عالمياً ومن أشهر الصناع محمد فاضل حسين، وتشرئب الأعناق دائما نحو بغداد وما ينتجه عودها من موسيقى أكاديمية اصيلة ومبتكرة لذلك كانت هناك أهمية للعازفين العراقيين ومنهم من أصبح ظاهرة فنية رائدة وهو مؤسس بيوتات العود وملتقى العود الدولي الأول في القاهرة الفنان الكبير نصير شمة، الذي حلق بعيداً بفنه وافكاره المبتكرة والتي كتب لها 
النجاح. 
وعن المشاركات العربية والعالمية للعازفين العراقيين بين نسيم أن {للمشاركة العراقية اهمية كبيرة في ملتقيات العود لما يحظى به العازف العراقي من اعجاب لدى المتلقي}. 
وختم نسيم حديثه {وجهت الدعوة لي للمشاركة في ملتقى العود العالمي الذي سيقام في ابو ظبي كما لدي مشاركة كباحث ايضاً في الملتقى نفسه بعنوان (توظيف التقنيات الرقمية في موسيقى العود) وينشر البحث في كتيب خاص بالملتقى ويبث صورة وصوت ضمن ايام الملتقى الافتراضية}. 
استاذ الموسيقى الدكتور علي مشاري بين أن {المدرسة العراقية تمتاز بالمزج بين التقنية والتطريب ولذلك تميزت المدرسة العراقية عن بقية المدارس المصرية والتركية باسلوب خاص في التعبيرية بالتأليف والارتجال والتأمل في استخدام الرؤى الشخصية لدى روحية العازف}، واضاف  {ينفرد العازف العراقي على آلة العود بمهارات يحملها منذ تأسيس المدرسة العراقية بمؤسسها الشريف محيي الدين حيدر والتي ما زالت تحتل الصدارة على المستوى العربي والعالمي بنتاجها العريق، لان لها خصوصيتها باستخدام القوالب المختلفة على آلة العود كاستخدام قالب السماعي واللونغا والمقطوعات الحرة والتقاسيم الارتجالية والعديد من الصيغ والقوالب، فلكل عازف من هذه المدرسة اسلوبه وروحيته اللذان يميزانه عن الاخر}، وكان لمشاركة العازفين العراقيين في المحافل الدولية الدور الكبير في نشر الموسيقى العراقية وديمومة عطاء المدرسة التي تمتاز بخصوصية تكاد تكون متفردة عن بقية المدارس، لانها تمزج بين الروحية العراقية والتكنيك الغربي، لذلك فان المشاركة بملتقيات العود تساعد في تغيير النمطية بالنسبة للمشاركين من العرب من مختلف المدارس، سواء كانت تركية او مصرية او حتى الاسلوب العزفي لدى المغرب العربي والخليجي ايضا. 
واشار مشاري الى أن {العازف العراقي باستطاعته اقامة حفل موسيقي كامل ككونسيرت شامل لكل القوالب العزفية،  الاضافة الى ميزة اخرى وهي استخدامه او توظيفه للجمل الموسيقية وتوافقية الاصوات المستخدمة من خلال استخدام التآلفات والاب ستوبس والعديد من التقنيات الحديثة المستخدمة على مديات آلة العود}.