الصباح: نافع الناجي

على الرغم من أن مفهوم المشاريع الصغيرة، يبدو واسعاً ومتشعباً لكن يمكن الاستدلال عليه في معظم البلدان العربية ومنها العراق، من خلال الوحدات الإنتاجية الصغيرة، مثل مشاريع الحرف اليدوية والورش الانتاجية الصغيرة، فضلاً عن المصانع الصغيرة ذات التقانات والمكننة الحديثة. وللأسف يبدو هذا المفهوم شبه غائب عن ذهنية شبابنا العراقي الذين ينصب جل اهتمامهم بعد التخرج في الجامعات والمعاهد بالبحث عن فرصة وظيفية في القطاع العام (الحكومي) مع أن لهذه المشاريع أهميتها الكبيرة.

إذ تسعى المجتمعات البشرية إلى التطور باستمرار ورفع مستواها الاجتماعي والمعاشي، وتبعاً لذلك تنبثق الكثير من الأفكار الجديدة نتيجة هذا التطور والنمو الفكري وتتحول إلى مشاريع منتجة، وغالباً ما تندرج هذه المشاريع الناشئة تحت مسمى "المشاريع 

الصغيرة.

 

الاحتياجات الحياتيَّة

يقول الخبير الاقتصادي ماجد أبو كلل {المشاريع الصغيرة ظهرت نتيجة تزايد الاحتياجات الحياتية وتزايد المنافسة على فرص التوظيف المؤسساتية، فاتجه العالم نحو فكرة المشاريع الصغيرة التي تحتاج الى رأس مال صغير نسبياً وفكرة جديدة مبتكرة"، لافتاً الى ، أن "أهم ما أسهم في انتشار المشاريع الصغيرة هو استقلالية العمل وكثرة مصادر المعلومات لا سيما التطور التقني وظهور التجارة الإلكترونية التي فسحت المجال أمام الكثيرين لخلق فرصة 

جديدة تغير مجرى حياتهم}.

 

ريادة المشاريع

أما الاكاديمي والاقتصادي الدكتور مضر عبد الله، التدريسي في جامعة ساوة الأهلية، فقال لـ {الصباح}، إن {أصحاب المشاريع الصغيرة يسعون دوماً لتكون مشاريعهم ريادية ناجحة تلقى إعجاب العملاء والزبائن}، مستدركاً {لكن ليكون المشروع ريادياً يحتاج لعدة خطوات مهمة، لكن قبلها لا بد أن نعرف المقصود بمصطلح ريادة الأعمال: أو ما يعبر عنه باللغة الإنجليزية Entrepreneurship فهو العملية التي تتضمن تصميم وتأسيس وإدارة وإنشاء وبدء أعمال ومشاريع جديدة وغالباً ما تكون هذه الأعمال صغيرة في البداية ويطلق على أصحاب الأعمال الريادية رياديو 

الأعمال}.  وأضاف عبد الله، أن {مركز التنمية الصناعية للدول العربية يعرف المشاريع الصغيرة بأنها جميع الوحدات الإنتاجية الصغيرة الحجم، التي تضم المشاريع الريفية واليدوية والحرفية، فضلا عن المشاريع الصغيرة الحديثة سواء التي تتخذ شكل المصانع أو تلك التي لا تتخذ هذا الشكل}.

 

خطوات إنجاح المشاريع

وبغية معرفة الخطوات التي يتعين على الشباب اتباعها، ذكر لنا فالح الهتيمي رئيس الغرفة الصناعية في المثنى: أنه قبل المخاطرة وبدء المشروع بغية نجاحه واستمراره، فيمكن إيجاز أهم خطوات إنجاح المشاريع بـ : اختيار المجال الذي يحبه الشاب ويبرع فيه، فأهم عامل من عوامل النجاح أن نتحمس لبدء العمل وتخطي العقبات، وإيجاد الفئة المستهدفة والتخطيط على هذا الأساس، ثم دراسة جدوى المشروع قبل البدء فيه، فالمشاريع الصغيرة مهددة بالفشل إذا لم يتم التخطيط لها بشكل جيد ودراسة كل عوامل النجاح.