«بيت البياع الثقافي».. أفق جديد

ثقافة 2021/06/10
...

  بغداد: طارق الاعرجي
 
اختار الحاج كمال عبد الله العامري طريق الثقافة والفن، وعدّه ربحاً جمالياً وحاجة تمد المجتمع بالتنوير فجمع نخبة شابة تحب المعرفة وتتطلع الى المعرفة والفن وأسس بها بيت "البياع" الثقافي، مستضيفاً في رحابه العديد من الأسماء البراقة والبراعم الغضة لتسليط الضوء على إبداعات في شتى المجالات.
يقول الحاج كمال إنَّ "تأسيس بيت ثقافي تعقد فيه الندوات كان حلماً يراوده لعقودٍ مضت وما إنْ حدث التغيير سنة 2003 حتى وجد الفرصة متاحة أمامه". وتابع في حديث لـ"الصباح": "بدأنا بلقاءات ودية، تحولت وبفترة قصيرة جداً الى جلسات منهجيَّة على وفق جداول، اجتهدتُ في إعدادها، وقد استجاب لها الجميع، مع إلزامهم بإلقاء محاضرات، وبنجاح لم يتوقعه أكثرناً تفاؤلاً".
ويرى الحاج كمال عبد الله العامري أنَّ المناطق الشعبية هي الأكثر التصاقاً بعالم الثقافة ونسبة القراء فيها هم الأغلب، "ولهذا نراها تضخ دائماً العشرات من المفكرين والعلماء والأدباء والفنانين والرياضيين، فضلاً عن أنَّ منطقتي التي عشتُ فيها حياتي كلها، وتعج بالمبدعين".
يؤمن العامري بأنَّ "الثقافة المؤدلجة ترى العالم بعينٍ واحدة، أي تبقى قاصرة عن استيعاب الحياة بنظرة موضوعيَّة، خصوصا "عراق اليوم الذي يمور بمختلف الاتجاهات والتيارات، بعد أنْ رزح حقباً عديدة تحت سطوة الحزب الواحد والحكم الاستبدادي والنظام الشمولي". ويتابع "إنَّ استمرارنا لأكثر من اثني عشر عاماً يعني النجاح ولكن ليس بمستوى ما نطمح إليه، والقافلة ما زالت سائرة رغم كل العوائق والمثبطات".
ينقسم تاريخ بيت البياع الثقافي الى مرحلتين، الأولى: اقتصرت على محاضرات الأعضاء، والثانية استقطاب عددٍ من الباحثين. ولأنَّ البيت مهتمٌ بالمستقبل فقد ركز على الشباب، من الجنسين حيث تجلى الاهتمام بطرح موضوعات حديثة تهتم بالتكنولوجيا والعلوم المستجدة، فضلاً عن القضايا الاجتماعية التي ترصد المتغيرات في ظل الأزمات الحالية كقضايا الإرهاب والبطالة والحاجة الى تغيير البنى في شتى المجالات.
يقوم بيت البياع الثقافي بنشاطات مشتركة مع تجمعات ثقافيَّة مماثلة وبالأخص منتديات (الصيد، النجار، الشعر باف، القريشي، آمال كاشف الغطاء، الملتقى الثقافي العراقي، الجواهرية والربيعي والمدى وغيرهم) كما تم تكريم البيت أكثر من مرة، وفي أكثر من منتدى تقديراً لجهود بيت البياع في نشر الثقافة والوعي المجتمعي مع التعريف بكنوز العراق الثقافيَّة.
وعن نشاطات البيت في ظل جائحة كورونا يقول الحاج كمال عبد الله العامري: "في البداية توقف نشاطنا، شأننا شأن كل المجالس والمنتديات الأخرى، ولكن حين عادت الحياة تدريجياً عدنا الى نشاطاتنا، وتواصلنا مع الآخرين، عبر المنصة الألكترونية، ونحن الآن بصدد توسيع بناء (بيتنا) ثانية لخدمة الثقافة العراقيَّة التي تحتاج منا الى الكثير من الجهد والتبريز".