دار الثقافة والنشر الكرديَّة تحتفي بالأديب والصحفي السياسي محمد أمين بينجويني

ثقافة 2021/06/11
...

 بغداد: الصباح
 
برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم أقامت دار الثقافة والنشر الكردية جلسة احتفاء للأديب والصحفي والسياسي الكردي محمد أمين بينجويني، بحضور وكيل وزارة الثقافة الشاعر نوفل أبو رغيف ومدير عام الدار العراقية للأزياء الدكتورة ابتهال خاجيك تكلان، فضلاً عن نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين صباح الخميس بقاعة (شيركو بيكه س) بمبنى الدار. 
بدأت الأصبوحة الثقافية بكلمات الافتتاحية ألقاها مدير عام دار الثقافة ئاوات حسين أمين، وتحدث قائلاً: إن «بينجويني هو شاعر جيل الحداثة الكردية الثانية، لأنه أكثر من(55)  عاماً أو بما يزيد عن (60) عاماً، وهو يكتب القصيدة الإنسانية، فمثلما عمل بدر شاكر السياب من جيكور عالماً خاصاً الكل يعرفه، فإن محمد أمين بينجويني جعل من بينجوين وكردستان بقعة يتعرف عليها جميع العالم».
وركز أمين كذلك عبر حديثه على مشوار بينجويني الشعري قائلاً: «نحن من الأجيال الشعرية التي كان لبينجويني تأثير فعال عليها، وله الدور الكبير في ثقافة جيل كامل، إذ كان يمثل مؤسسة رسمية آنذاك في السليمانية نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات». 
لقد تقلّد بينجويني العديد من المناصب المهمة، لكنه أحب أن يكون المنصب الشعري هو الأبهى، كما أنه التقى ببابا الفاتيكان وشرح له مأساة الكرد وحلبجة وغير ذلك، بحسب ئاوات حسين أمين الذي أوضح: كم من الجميل أن نحتفي بالشخص وهو بيننا بصحة وعافية، كم من الجميل أن نراه يبتسم أو يبكي، يبتسم سروراً أو يبكي ليس غروراً وإنما كبرياء. 
كما وأعرب وكيل وزار الثقافة الشاعر نوفل أبو رغيف باسم الوزارة عن سعادته البالغة للاحتفاء بمحمد أمين بينجويني وهو قامة سياسية وثقافية وابداعية كبيرة. 
وتوقف أبو رغيف عبر كلمته عند نشاط بينجويني السياسي والثقافي، وقال:» عندما نتحدث عن هذه الشخصية انما نتحدث عن طاقة عراقية كردية هائلة في الابداع وفي الحضور، وفي ما تركه من بصمة شاخصة في المشهد الثقافي الذي تجاوز حدود الدولة العراقية عبر منجزه السياسي ودفاعه عن حقوق الانسان بوصفه مثقفا تقدميا وصاحب حضور شاخص في الحركة اليسارية منذ بواكيرها وحتى اللحظة». وأضاف: عندما يكون السياسي مثقفاً وعندما يكون الشاعر سياسياً فإن السياسة والثقافة كيان واحد، لأن السياسة في اياد أمينة ولأن الثقافة ستكون تحت رعاية مؤتمنين عليها. 
أما الشاعر المترجم ماجد سوره ميري فقد شارك بقراءة قصيدة (الوصية التي لم اكتبها حياً)، وهي مترجمة للشاعر محمد أمين بينجويني، قال في بعض منها: 
 
أرجعوني في تابوت
محكم الاغلاق بالمسامير
واكتبوا عليه
جثمان شخص حي في الغربة!
يعيش في القبر للبِلاد
ادفنوني 
بجنب قبرها..
اودعوني التراب
لعلي في ليالي الجمعة
 في غفلة من الرب
أتم ختمة من شعاع الشمس
لأمي..  لأمي.
 
وشارك الناقد علوان السلمان في جلسة الاحتفاء بورقة نقدية بعنوان (الشاعر، الصحفي، السياسي، محمد أمين بينجويني باختصار جدا)، وقال عبر ورقته: النص الشعري اقتناص اللحظة وتحقيق فعلها بدفق شعوري يحققه الشاعر ويشكله تشكيلا موضوعيا قائما بذاته، والشاعر محمد امين بينجويني في (الجبال بساط الاطفال) الشروع الاول فـ (رعشة النجوى والمنال) و(عندما يغدو التراب هيموغلوبين) و (المحور) و(صحارى) الذي كشف عن مأساة العصر الحديث بتناوله ملحميا ما أصاب الطفل المؤنفل (تيمور) الذي ترعرع في بيئتين (القرية) و(الصحراء بعد النفي..)، وقد عبر هذا النص بشكل دقيق عن معاناة الكرد قاطبة.. كما يقول الدكتور فرهاد شاكري.
وتناول السلمان محمد امين بينجويني الناقد في (الاسود والابيض) والسياسي التوثيقي في (تاريخ الانتفاضات الكردية) والصحفي في (هاوكاري) و (كاروان) و(بيان) و (الكاتب الكوردي..) وقال إن: بينجويني الشاعر السياسي الذي وضع الشعر في مقدمة اهتماماته، بالرغم من انحسار تجربته الشعرية لأعوام بسبب المطاردات ومسؤوليات العمل الحزبي، ومع كل هذا كان ينشر هنا وهناك، ومن المفارقات انه قرأ بعضا من قصائده في مهرجان السلام بحضور نخب من المثقفين وفي مقدمتهم صوت كردستان النضالي والشعري عبد الله كوران، وقد ترجمت نصوصه الى العديد من اللغات وبأقلام مختلفة منها ما ترجمه مكرم الطالباني لقصيدته (لو) التي تختصر (الحياة) التي يريدها ويناضل المناضلون من أجلها: 
 
لو تحدثت الأيدي
مع الأيدي الأخرى
لو أضاءت الأعين
مع الأعين الأخرى
لو نبتت القلوب في القلوب الأخرى
سيخلق الأمان والعشق والحياة
نعيماً
وتتزين الحدائق
وترتفع قهقهات سمفونية الضحك
إلى عنان السماء.
 
فالنص يعتمد البناء الصوري كون الصورة هي الاساس في تشكيل بنية النص الشعري من جهة، والمستفزة للذات والذات الجمعي الآخر من اجل استنطاقها والكشف عما خلف ألفاظها ومشاهدها من جهة أخرى، فضلا عن استحضاره الواقع الكردي بطبيعته، مع انفتاح كوني متجاوزا المحلية الضيقة بأسلوب ورؤية حداثية. باعتماد التكثيف الجملي والايجاز والاختزال والتشبيه مع توظيف الالفاظ الموحية التي تحتل حيزا في الطبيعة والوجدان، فضلا عن توظيفه لتقنيات فنية وأسلوبية كالتكرار التقنية الكاشفة عن الجوانب النفسية والدلالية التي تنطوي عليها الشخصية المنتجة في تشكيل رؤيتها ووصف الحالة الشعورية التي تتملكها لحظة البناء الشعري، فضلا عن إضفاء إيقاع مموسق على جسد النص.                     
وختم حديثه قائلاً: محمد امين بينجويني في اغلب نصوصه منحاز للحداثة الكونية بتوظيف الشكل التعبيري الملائم لحركة التطور الحضاري، بتجاوز القوالب الجاهزة مبنى ومعنى، مع احتفاء بالمجاز والرمز من جهة ومن جهة أخرى اعتماد رؤية ترى العالم من خلال الذات المنتجة المتحررة من الوصاية كي تكتشف ولا تتنمط أو تتكل مقلدة. وكذلك تحدث المحتفى به الأديب والصحفي والسياسي الكردي محمد أمين بينجويني معبراً عن سعادته وامتنانه لوزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم ووكيل وزارة الثقافة الشاعر نوفل أبو رغيف ومدير عام دار الثقافة النشر الكردية ئاوات حسين أمين والحضور الكرام. وقال بينجويني عبر كلمته: في حياتي المهنية حصلت على العديد من الجوائز، ولكن هناك بعض لجوائز لها وقع خاص على قلبي مثل وزارة الثقافة في عاصمة بلدي بغداد، بغداد الجميلة، بغداد الشوارع والمستنصرية وأبو نواس وغيره.