في أمسية احتفائيَّة طربيَّة .. عبد الواحد حداد يعيد ذكريات الزمن الجميل

الصفحة الاخيرة 2021/06/15
...

 بغداد: نورا خالد
بعد انقطاع دام عدة اشهر بسبب اجراءات الوقاية من كورونا، افتتح نادي العلوية باكورة فعالياته الفنية يوم الاربعاء الماضي باحتفائه بالمطرب عبد الواحد حداد خلال أمسية طربية أعادت إلى الأذهان ذكريات الزمن الجميل ولياليه المليئة بمشاعر الحب والشوق. 
قدمت الجلسة الفنانة التشكيلية بشرى سميسم التي افتتحت الامسية بكلمات عن المحتفى به قائلة «حينما تسمع صوته العذب كنبع مجهول، ذلك الصوت المضمّخ بعبير الفراديس المفقودة تضيعُ بك البوصلة، فلا شمال ولا جنوب ولا هور بعيدا ولا براري شاسعة أو بساتين كثيفة، صوت عراقي خالص مصفى يؤدي (المحمداوي) بوجع صادق وبتمكن كبير كما يؤدي العتابة والسويحلي والنايل وهو الموصلي العتيد، موهبة كبيرة لم تأخذ حقها أبداً ومشروع غنائي جاد وأصيل كان من الممكن أن يكون أحد أهم المشاريع الغنائية العراقية».
تأثر عبد الواحد بالفنانين الراحلين حضيري أبو عزيز وداخل حسن ورياض أحمد و ياس خضر. 
بدأ الغناء بعمر العشر سنوات وبعدها استطاع أن يثبت موهبته من خلال احيائه لعدد من الحفلات الخاصة في مدينة الموصل بعد أن اكتشفه الملحن الموصلي الراحل زكي إبراهيم .
تفاعل الجمهور الكبير الذي حضر الامسية، كان واضحا منذ بدايتها التي جاءت بأغانٍ لا تزال تشكل حيزا في الذاكرة العراقية.
غنى المحتفى به اغنية «لالة» للراحل رياض احمد وسط حماس الجمهور الذي غصت به قاعة الديوان بنادي العلوية. 
شبه المايسترو علاء مجيد والذي كان حاضرا صوت عبد الواحد حداد بصوت رياض احمد، مبيناً «خامة صوته شبيهة الى حد ما بخامة الفنان الراحل رياض احمد لما فيه من حزن وحدة بالوقت نفسه». واضاف ان «اللكنة الريفية يصعب على ابن المدينة اجادتها لان طريقة الغناء الجنوبي يستخدم خلالها الفنان شفتيه ولسانه وانفه، وهي طريقة لفظ فطرية ليست مثل ابن المدينة الذي يلفظها استنادا الى طريقة مخارج الحروف فتكون واضحة وصريحة»، مستدركا «اللافت ان الفنان عبد الواحد يجيد جدا الغناء الجنوبي وكأنه ابن العمارة، ولم تظهر لكنته المصلاوية ولو بنسبة بسيطة».
سجل حداد اول «كاسيت» له في تسجيلات الربيع وكان سبب شهرته بالموصل وخارجها ثم توالت بعد ذلك تسجيلاته لعدد من الاغاني في شركة النظائر الكويتية وشركات في سوريا، فعرفه من خلال ذلك الجمهور العربي.
الأمسية التي امتدت لاكثر من ساعتين، استمرت بغناء المطرب الشاب عماد الرماحي لاغنية «مرة ومرة» التي اعادت الى اذهان الجمهور زمن الطرب الاصيل.
اما الشاب ذو الفقار سعدي الحلي فغنى اغنية جده الشهيرة «مر بيه عشك اخضر».
وهاجر حداد بعد احتلال الموصل من قبل «داعش» الى تركيا ومنها الى النمسا، عائدا في العام 2019 الى مدينته الموصل، ليهاجر مرة اخرى الى الكويت في العام 2020، وعاد مؤخرا الى مدينته التي لم يستطع الابتعاد عنها.
وبطلب من الحضور غنى المحتفى به وبلهجته الموصلية اغنية «عايل يا الاسمر»، ليختم الفنان جواد محسن بصوته الشجي الامسية الطربية باغنية الكبير قحطان العطار «ولفي واريده من هله».