د. سعد الطائي
تعدُّ الأزمات أحد الظروف التي تواجه صانع القرار الاقتصادي في عمله، وهي ناتجة عن اضطرابات قصيرة او متوسطة الأمد في عمل المنظومة الاقتصادية، تتكون نتيجة لمجموعة من الأسباب والعوامل في المنظومة الاقتصادية أو الإنتاجية أو الاجتماعية وغيرها من الأسباب الأخرى.
وتعني الازمة (crisis) اصطلاحاً حالة او مرحلة الانتقال من حال الى حال أخرى، فهي انعطافة باتجاه معين او مرحلة انتقالية بين حالين، ويمكن وصفها بدقة اكثر بانها تمثل حالة عنق الزجاجة في الانتقال من وضع الى آخر.
مما يتطلب حسن ادارة هذه الاوضاع وتوجيه الامور بشكل دقيق وحكيم، من اجل الخروج باحسن وافضل النتائج واقل ما يمكن من خسائر. فالظروف او الاحوال في مثل هذه المراحل هي غير طبيعية مما يتطلب ادارة اكثر حكمة وكفاءة في ادارة الظروف غير الطبيعية، وهنا تكمن اهمية الادارة الناجحة في التعامل مع هكذا حالات من اجل ادارة المشروع الاقتصادي بالشكل الافضل، والذي يجنب المنظمة خسائر او احوال سيئة يمكن أن تتفاقم او تستمر بالانحدار ما لم تكن الادارة على مستوى التحدي او الظروف الصعبة التي تفرزها حالة الازمة.
فقد تصل الحالة الازموية الى درجات كبيرة من السوء بحيث تكون ازمات مفاجئة او شديدة التأثير، او قد تكون مشابكة في اسبابها وعوامل تشكيلها الامر الذي يزيدها تعقيداً. وهنا يكون دور الادارة الناجحة في حل الاشكالات وارجاع الامور والاوضاع الى مسبباتها وضرورة اتخاذ القرارات الصائبة والحكيمة بشأن المشكلات التي تواجهها، والقرارات في مثل هكذا احوال يجب ان تكون سريعة وصائبة ذلك ان عامل الزمن مهم جداً في حالات الازمة.
وهنا تفرض الحالة او الظروف الازموية اعراضاً غاية في السلبية على صانع القرار، مثل القلق والتوتر الشديد والتردد والخوف من احتمالية اتخاذ قرارات تكون غير ملائمة او دقيقة، ما يوجب أنْ تكون القيادة الإدارية على مستوى التحديات التي تتعرض لها وضرورة أنْ توفر لها عوامل الخبرة والامكانية العلمية والمعلوماتية والتحلي بصفات القيادة المتميزة، وأنْ تمتلك قاعدة معلوماتية كبيرة من أجل أنْ تستند القرارات المتخذة الى الأسس الصحيحة وعدم المجازفة في اتخاذ القرارات المتعجلة قليلة القواعد المعلوماتية.
إنَّ الادارات الناجحة يجب أنْ تتحسب لكل ظروف أو كل حالة طارئة أو سلبية أو غير طبيعية، وأنْ تكون مستعدة للتعامل مع كل الأحوال والظروف وألا نتفاجأ عند حدوث حالات أزمويَّة، فالاستعداد والتحسب للأحوال الطارئة يقللان ولو بقدرٍ معينٍ من حالات التأثير السلبي التي تتركها الأزمات في المنظومات الاقتصاديَّة، ومن هنا تتأتى أهمية ودور الإدارة الناجحة في التعامل مع هذه الظروف
والحالات.