مقتدى الصدر: سيدنا الشهيد نذر حياته لله وسار على نهج آبائه

العراق 2021/06/15
...

كلمة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بمناسبة الذكرى السنوية الـ23 لشهادة آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد الصدر ونجليه (قدست أسرارهم):
 
عظمَ الله أجورنا وأجوركم باستشهاد أبينا ومرجعنا وولينا ومنقذ حوزتنا الشهيد السعيد محمد الصدر ونجليه الشهيدين (تقدست أرواحهم الطاهرة) وهنا كتبت بعض الأبيات الشعرية في هذه الذكرى الأليمة والحزينة أحببت أن ألقيها على مسامعكم:
أيها الصدر محمدإنك السيف المهند
أيها العلم المعمقانك العالي المخلد
أيها الفيض المفضلانك الحق المؤكد
ايها السفر المؤملانك الهادي المسدد
ايها النطق المناديانك الصوت المندد
ايها الزهد الجليانك العبد الموحد
ايها الفقه القويمانك الطود المجدد
أيها الصدر محمدإنك النور المؤبد
أيها الصدر الشهيدإنك النهج المديد
إنك السيف الوحيدضد أعداء العقيدة 
 
ضد أعداء الشريعة
عظم الله لنا الأجر بقتلك
أيها الصدر الشهيد
وعظم الله أجورنا بقتل ولديك الشهيدين 
أما بعد، فاعلموا أن السيد الوالد (قدس سره) إنما هو شهيد الإصلاح الذي سار على نهج آبائه وأجداده المعصومين (سلام الله عليهم) انه ذلك المرجع الذي أرسله الله تعالى لنا هادياً ومصلحاً فعلينا أن نهتدي ونرعوي كما أراد هو لنا ذلك، فعلينا أن نتمسك بنهجه الاصلاحي الذي خطه لنا بدمائه ودماء ولديه السيد مصطفى والسيد مؤمل (قدس سرهما الشريف)، نعم، هو المرجع الذي أراد إصلاح المجتمع قبل كل شيء فإذا صلح المجتمع صلح ما دونه فالمجتمع نواة الاصلاح ومنه تنبثق باقي الاصلاحات الدينية والاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
وقد بدأ بإصلاح الحوزة لتكون منطلقا لهداية المجتمع وصلاحه فهو القائل: (أنا خادم للحوزة) وهو الذي حاول جاهداً أن يهدم السد الذي بين الحوزة وبين المجتمع ويقربهم إليها باستشعار معاناتهم والسعي لحل مشاكلهم وخدمتهم قدر المستطاع. أما اليوم فإننا نرى أن هناك تباعداً كبيراً بين الحوزة والمجتمع مع شديد الأسف، فهل يا ترى قد أغفلنا وتناسينا ما أراده الصدر منا أم أننا زللنا ونحن لا نعلم.
ومن هنا علينا نبذ الدنيا كما نبذها صدرنا ومرجعنا فهو الزاهد بها والناهي عن جعلها مبلغ همنا بل إن خضنا بها بما يرضي الله تعالى فإنما ستكون مقدمة للآخرة ولرضا الله تعالى عنا.
فأكبر أبواب الثواب والطاعة هو السعي لخدمة الفقراء والمؤمنين وهدايتهم وكسبهم الى الصواب والى الحق والى الله تعالى لا من أجل مغانم دنيوية أو سياسية بل ليكون المجتمع مهيأ لظهور الحق من جهة، ولدرء البلاء الذي يصب على أفراده بسبب بعده عن الله تعالى من جهة أخرى.
نعم، السيد الوالد (قدس سره) قد نذر كل حياته من أجل الله تعالى، وذلك من خلال خدمة الفقراء والمظلومين ولم يفرق بين طائفة وأخرى أو بين عرق وآخر فالكل عنده سواسية.
يا أبناء محمد الصدر، أنتم اليوم مدعوون لرفع رايته، ولتكونوا له زيناً ولا تكونوا عليه شيناً.
نعم، أنتم مكلفون بذلك سواء أكنتم من العاملين أم من المهمشين أم من المعاقبين أم من المقربين، فكلكم عندي سواسية، وأفضلكم هو أقربكم الى الله والى نهج السيد الوالد (قدس سره) وذلك بالتقوى والزهد والعمل الصالح وخدمة المجتمع، فالصدر يجمعنا والعقيدة والحب منطلقنا والهداية والخدمة هدفنا عسى أن نكون قد أوفينا قليلا من أفضال وألطاف الصدر التي أغدق بها علينا.
وأنصحكم أن لاتطلبوا أثراً بعد عين، فإنني قد سمعت أن منكم من يبحث عن بديل عنه بأمور الظاهر أو الباطن، إلا ما خرج بدليل، وهو حجاب من حجب النور الذي قد يستحيل رفعه وإزالته، فلا تحسبن بعد ذلك أنك قد أخلصت له أو أوفيت.
 والسلام على من تمسك بمنهج الصالحين وبالصراط القويم ظاهراً وباطناً، فهو ذلك المرجع الذي جمع بين أعلى مراتب الظاهر وأرقى مقامات الباطن وأسمى درجات العرفان وأجمل معاني الأخلاق فإياكم والزلل وإني لكم من الناصحين. والسلام على أهل السلام ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
مقتدى الصدر