ندوة أقامها مركز الشبكة للدراسات والبحوث في معرض الكتاب

ثقافة 2021/06/16
...

 بغداد: نورا خالد/ رشا عباس
على هامش فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب، أقام مركز الشبكة للدراسات والبحوث الستراتيجية على قاعة القدس، ندوة حواريَّة تحت عنوان «المرأة ناخبة ومنتخبة»، ضيَّف خلالها عضو مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الدكتورة أحلام الجابري، وعضو مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي الدكتورة مارلين عويش، للحديث عن دور المرأة في الانتخابات ومشروع تمكينها الذي سينطلق قريباً، كما تناولت الندوة دور المرأة الناخبة حين تدلي بصوتها في صندوق الاقتراع وكيف تتحمل مسؤولية تصويتها.
 
عناوين محددة
قدمت الندوة الشاعرة والإعلاميَّة علياء المالكي، وحضرها عددٌ من النساء القياديات في المجتمع وعددٌ من المختصين في مجال منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والثقافة والقانون والإعلام.
الدكتورة أحلام الجابري أكدت أنَّ «شغل المرأة للمناصب لا يزال محدوداً رغم وجودها في القضاء والسلطة التشريعيَّة والتنفيذيَّة لكنْ تحت عناوين محددة وسقف لا تستطيع أنْ تتجاوزه»، مبينة أنَّ «المشكلة تكمن بعدم الإيمان بعمل المرأة وقدرتها وإمكانياتها بأنْ تكون قياديَّة أو مهنيَّة وعلى رئيس السلطة التنفيذية أنْ يفتش عن هذه العناصر القياديَّة حتى يُنجح حكومته».
موضحة أنَّ «لجنة الأمر الديواني رقم 32 لعام 2021 تعمل على شريحتين هما الناخبة والمنتخبة وكيف تدعم المرأة بالانتخابات وكيف تسوق حملتها الإعلاميَّة، كما تعلمها آلية الدفاع عن نفسها وحمايتها من حملات العنف، فقانون الانتخابات توجد فيه نصوصٌ جزائيَّة تجرم من يتعدى على حقوق المرشح، سواء كان امرأة أو رجلا»، وتابعت أنَّ «وجود رقابة من الأمم المتحدة إيجابي وداعم لعمل المفوضية».
 
خطة واسعة
قدمت شبكة الاعلام العراقي احدى الجهات المنضوية ضمن اللجنة العليا لمشاركة المرأة السياسية في الانتخابات، خطة واسعة لدعم المرأة عن طريق وسائل الإعلام لمشاركتها بالانتخابات كناخبة ومنتخبة وتبدأ قريباً بتنفيذ تلك الخطة عبر مؤسساتها الإعلاميَّة المقروءة والمسموعة والمرئية وهي خطة شاملة لكل المؤسسات الأخرى التي دخلت ضمن هذه اللجنة وهي 11 مؤسسة من المؤسسات الحكوميَّة والهيئات غير المرتبطة بوزارة، وهي هيئة الإعلام والاتصالات، المفوضية العليا لحقوق الإنسان، شبكة الإعلام العراقي، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، مستشارية الأمن القومي، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وزارة الداخلية، وزارة التعليم العالي، إذ قدمت هذه الجهات خططها في هذا الاتجاه ومن ثم تم توحيد هذة الخطط لتكون خطة متكاملة ستطلق يوم 17 من الشهر الحالي في ندوة موسعة وستنفذ هذه الخطة خلال فترة ما قبل الانتخابات.
الدكتورة مارلين عويش أوضحت خلال حديثها أهمية دور المرأة في الانتخابات قائلة: «مشاركة المرأة بالانتخابات مهمة جداً كناخبة ومنتخبة قد يكون هناك ترددٌ من قبل المرشحات بسبب ما قد يتعرضن له من مضايقات وعنف وتسقيط وتضليل مما يؤدي الى انسحابهن أو عزوف البعض منهن في الدخول لتلك التجربة بسبب هذه الامور»، مستدركة «وضعنا لها خطة فهناك جهات أمنية ستقوم بحماية المرأة لتعريفها كيف تحمي نفسها في مواقع التواصل الاجتماعي وحساباتها أيضاً وهناك توجه نيابي لإغلاق جميع الصفحات التي ممكن أنْ تسيء للمرشحات».
 
عقبات سياسيَّة واجتماعية
وأشارت الى أنَّ «هناك الكثير من العقبات التي تواجه المرأة كمرشحة للانتخابات وناخبة ايضا أشار إليها تقرير اليونامي ومن هذه العقبات سياسيَّة، فيجب على المرأة حتى تدخل للبرلمان أنْ تكون منضوية تحت حزب معين حتى تستطيع أنْ تحصل على مقعد في البرلمان، وهناك ايضا عقبات اجتماعية وثقافية، فالسلطة الذكورية السائدة في المجتمعات تعد عقبة اجتماعية، فضلاً عن العقبات الهيكلية والبيروقراطية وعقبات مالية واقتصادية، فالأحزاب تدعم الذكور مالياً أكثر من النساء المرشحات.. هذه تصريحات عن نساء مرشحات في البرلمان وحسب تقرير اليونامي، كذلك العنف أثناء الانتخابات وهذا كان واضحاً جداً في انتخابات 2018، إذ تعرضت المرأة الى التهديد الشخصي لها ولأسرتها وكذلك تعرضت الى تشويه سمعتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي واخرى متعلقة بالارهاب، لا سيما في المناطق التي سيطرت عليها عصابات «داعش» الإرهابية جميعها عقبات واجهتها النساء».
واضافت عويش «كان عمل لجنة الأمر الديواني مقتصراً على دعم المرأة قبل الانتخابات وأثنائها لكنْ لأهمية عملها توسع دورها وأصبح اسمها (دعم المرأة سياسياً والمشاركة بالانتخابات) وذلك يعني أنَّ عمل تلك اللجنة سيستمر الى ما بعد الانتخابات، فالخطة واسعة لا نستطيع الخوض في تفاصيلها، لكنْ بشكل عام سيقام 60 نشاطاً خلال 4 أشهر المقبلة».
وعند فتح باب المداخلات طرحت الإعلامية ابتهال بليبل من جريدة الصباح تساؤلاً حول التسقيطات التي نالت من المرشحات الجميلات في الدورة الانتخابية السابقة قائلة: «هل السياسة وصناعة القرار يتعارضان مع الجمال؟ وهل وصلنا لمرحلة تفادي المرشحة الجميلة حتى نثبت الانتماء؟
أجابت د. الجابري أنَّ «استهداف المرأة لم يكن لجمالها وإنما هذا الاستهداف هو جزءٌ من الاختلال الاجتماعي والفوضى بحرية التعبير فهناك تعليقات تسقيطية تستهدف الرجل والمرأة على السواء لكنَّ المرأة بما انها شفافة بهذه الامور تتضرر أكثر، ورغم وجود قانون انتخابات جرم العنف ضد المرشح سواء كان رجلا أو امرأة يجب الإلمام به، كما يجب أنْ نصلح النفسية العراقية والدولة تعمل على هذه الامور الدقيقة لكي تقل شيئاً فشيئاً».
 
استغلال المرأة
في مداخلة للاعلامية نوال الموسوي طرحت قضية استغلال المرأة المحدودة المعرفة وخاصة في القرى والأرياف من قبل بعض الأحزاب حيث تقاد المرأة على شكل مجاميع وتذهب للإدلاء بصوتها وهذا ما عدته الموسوي ذا مردود سلبي على العملية الانتخابية قائلة: «نحن أمام مخرجات خطيرة تجاه العملية الانتخابية لما تشكل هذه المجاميع النسوية من تأثير في الأسرة برمتها»، مطالبة وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمفوضية المستقلة للانتخابات بـ»تشكيل فرق عمل ميدانية جوالة تذهب الى هذه المناطق وتستهدف الشرائح النسوية هناك لتثقيفها وتعريفها بأهمية صوتها والعملية الانتخابية ومعرفة حقوقها والقوانين المتعلقة بها».
وفي حديث خص به الـ»صباح»، قال مدير مركز الشبكة للدراسات والبحوث الاستراتيجية حليم سلمان إنَّ «الندوة التي أقامها المركز جاءت انسجاماً مع المبادئ التي يسير عليها في دعم المكونات العراقية، لا سيما المرأة وكي نسهل العملية من الآن لدى المرأة بأنْ تكون ناخبة ومنتخبة نشعر بأنَّ شبكة الإعلام العراقي عليها مسؤولية في إشاعة هذا الوعي بالتالي دفع المرأة للمشاركة في السلطة التشريعيَّة والتنفيذيَّة، وبالتالي هي مكون أساسي في المجتمع بل هي نصف المجتمع 
وأكثر».
وأكد سلمان «سنقيم ورشات مستقبليَّة بالتعاون مع لجنة تمكين المرأة الصادرة في الأمر الديواني لغرض دعم المرأة في المرحلة المقبلة، إذ تقع علينا مسؤولية إقامة الندوات والاستبيانات والاستفتاءات والدراسات لغرض معرفة مجسات نبض الرأي العام حول هذا الموضوع وتعدُّ هذه الندوة باكورة نشاطاتنا في هذا الجانب».