مثقفون يبتهجون بعودة الحياة إلى القشلة

الصفحة الاخيرة 2021/06/19
...

 بغداد: محمد اسماعيل
أعادت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، فتح مبنى القشلة في شارع المتنبي، أمس الجمعة، كجزءٍ من تقاليد يوم الجمعة الثقافي، بعد غلقها سنتين متتاليتين للوقاية من فيروس كورونا.
القشلة، ديوان الحكومة القديم، أنشئت في العام 1268 ميلادية، استعادت روادها أمس الجمعة 18 حزيران الحالي، حيث يتلقى الداخل إليها روائح ورود وأشجار، أرضيتها الخضراء تتلاشى في شاطئ دجلة.
رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي في قاعة مركز الثقافة والتراث، التابع لنقابة الصحفيين قال لـ {الصباح}: «برغم القلق الذي تسبب به الفيروس للعالم قاطبة، لم يتوقف سريان نسغ الثقافة النابض في عروق العراقيين»، وأكد: «وما أنْ أعلنت وزارة الثقافة فتح أبواب القشلة ومرافئ شارع المتنبي.. مشكورة، حتى توافد المئات لمواصلة تقليد الجمعة الثقافي».
عازف الاوبو حسن أركان عباس، وقف يلبي طلبات المستمعين لأرقى الأنغام العالميَّة: «نتواجد كل جمعة في المتنبي، متواصلين مع صداقات نشأت في القشلة، عدتُ للعزف مع عودة الافتتاح».
إيوانات في الجناح الأيمن مهدمة بانتظار من يبادر لترميمها، ومعرض كاريكاتير للفنان عودة الفهداوي، وسط الحدائق، أحد الرسومات ضم سيدة تريد صنع شحاطة من حزام الأمان لأنَّ سائقي السيارات لا يلتزمون بارتدائه.
مصاحف مشرعة لمن يود التلاوة في طريقه، وعلى مسافة كافية عازف كمان اجتمع حوله رواد القشلة يغنون: «وأنه بحسرات دلالي إحركتهم».
استوقفت المخرج صباح رحيمة: «القشلة أكبر بارك للحرية في العالم، فقد شاهدت باركات لندن ونيويورك وفرانكفورت، فيها مطرب واحد وربما الى جانبه رسام، ليس مثل القشلة التي تكتظ كل جمعة بعشرات العازفين والمطربين والرسامين والمسرحيين وعارضي المنمنمات والخزف وسواها».
أضاف مخرج أفلام الكارتون زيد شكر: «القشلة حراك ثقافي رصين يبعث في مخيلتي الهمة لعشرات الأفلام».
دارَ بي مؤسس منظمة المتحف الثقافي المتجول في القشلة هاشم طراد، بين أروقته موضحاً: «تأسس عام 2012 يضم معروضات في تغير مستمر»، تابع مدير إعلام المتحف ستار الجودة: «يشهد زخم رواد متدفقاً.. إنه عراق مصغر يجمع كل الثقافات».