المحن والفكاهة!

الصفحة الاخيرة 2021/06/20
...

حسب الله يحيى 
ينتابني إحساسٌ عميقٌ بثقل كل شيء يدور حولي، ويشاركني في هذا الإحساس عددٌ كبيرٌ من الناس ممن أعرفهم وعلى تماس بحياتهم.
إلا أنَّ وطأة هذا الإحساس تجعلني وسواي يبحثون عن سبلٍ للخروج من هذا المأزق الحزين والكئيب 
والثقيل.
من هنا وجدتني أبحث عن سبلٍ تحمل قدراً من 
التفاؤل.
لذلك لجأت الى قراءة كتاب (فلسفة الفكاهة) لمؤلفه ناقد عالمي متخصص بالشأن الثقافي هو: تيري ايغلتون، وتوقفت عند عبارة نقلها المؤلف عن الفيلسوف نيتشه تقول (إنَّ الإنسان هو الحيوان الوحيد القادر على الضحك، لأنه يعاني بوحشية ويحتاج الى أنْ يحلم بهذه المسكنات اليائسة بسبب 
معاناته).
وتأملت عدة مفردات وردت في مقولة نيتشه منها (المعاناة بوحشية، الحلم، المسكنات) إذاً معاناة الإنسانية ليست وليدة هذا الزمان وإنما هي معاناة متأصلة في الطبيعة الإنسانيَّة، أما الحلم فهو في الغالب يحمل وطأة الواقع المر إلا في بعض المشاهد الرومانسيَّة العابرة، أما معالجة الأمور بـ(المسكنات) فهذا يعني أنَّ المعالجة صعبة بل مستحيلة، بدليل أنَّ نيتشه لا يجد من سبيل لاستبدال ثقل الحياة إلا بالمسكنات، وهو حلٌ عابرٌ ومؤقت ومكرر.. فهل نحن كائنات يصعب علينا أنْ نضحك ملء قلوبنا، أم صار بالإمكان استعارة أفواه الندرة السعيدة من البشر لنضحك بها ونعيدها الى 
أصحابها؟
إنَّ الإحساس بضغوط الحياة، أصعب بكثير من مواجهتها، ذلك أنَّ المواجهة تعني أنْ نعالج أنفسنا بأنفسنا ولا نخشى أنْ نواجه المحن التي نمرُّ بها عن طريق الوقوف عندها وتأملها والعمل على وضع حلولٍ
لها..
ترى هل نملك القدرة على مواجهة المحن المرة بالفكاهة الإيجابيَّة المتفائلة؟
شخصياً أجد أنّ الأمر ليس بهذه السهولة التي ننشدها ونعمل على تحقيقها.