«صباح زيارة اسم ليس ككل الاسماء في تاريخ اللحنية العراقية الخصبة والولادة والمتجددة، هو الذي انطلق من غرين الارض برعماً من قمح الاصالة والحنين والمحبة عبر برنامج «اصوات شابة» في اغنية «اخذني الشوك بجناحه» التي فازت بالمركز الاول وشكلت حضورا ولا تزال مسموعة كواحدة من الاغاني الوصفية الرائعة»، بهذه الكلمات ابتدأت سميسم جلسة الاحتفاء بالملحن صباح زيارة. 

واعتلى المنصة المحتفى به ليبين «في بداياتي تأثرت برضا علي، الا انني اتخذت لوناً مختلفاً في التلحين، فكل ملحن لديه موهبة، ولديه لون خاص لا يقلد فيه غيره، فرضا علي له لون خاص لا يستطيع احد تقليده»، واجاب زيارة عن سؤال وجهته له سميسم قائلة : كيف استطعت أن تتعامل مع عدد من الاصوات المختلفة والمتباعدة، وكيف استطعت أن تطوعها في مسارك اللحني؟، ليرد «كل مطرب اقدم له لوناً يناسب صوته وامكانياته وروحه وشخصيته الفنية»، يتعايش زيارة مع اللحن والايقاع فينهل من انغام الريف كما ينهل من انغام المدينة، ليعيد صياغتها بروحيته عبر اوتار عوده، الآلة التي عشقها منذ نعومة اظفاره ورافقته الى الان، ومن يتأمل مسيرة زيارة سيجد انه كان ولا يزال يعشق العمل خلف الكواليس ويتجنب الاضواء التي يسعى اليها الجميع، وبمرافقة العزف على العود ادى المطرب ماجد الملحن اغنية «يا شيبنا»، وسط تشجيع الجمهور الذي كان متفاعلاً مع ما قدمه الفنان الشاب، وخلال الحفل قدم رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين الفنان كريم الرسام باقة ورد للمحتفى به، تقديرا لمشواره الفني، وقدم زيارة العديد من الالحان المهمة لاصوات عراقية كبيرة ونجح في اظهار اجمل امكانياتهم الصوتية مثل سعدي الحلي ونهلة عبد الوهاب ومحمد السامر ورضا الخياط واديبة والمطرب حسين العلي، كما اكتشف وقدم المطرب حسين الغزال، المطربة اديبة اشارت خلال حديثها وقبل أن تؤدي اغنية «يا هلا» من الحان زيارة وكلمات الشاعر عدنان هادي الى أن «الملحن صباح زيارة اكتشف العديد من المواهب وتبناها وأظهرها على الساحة الغنائية حتى في بعض الاحيان من دون أن يأخذ اجره»، مبينة ان «مثل هذه المواقف النبيلة لا يمكن للفنان أن ينساها»، وتعامل زيارة مع شعراء الاغنية الكبار، ومن ابرزهم جودت التميمي ومحمد المحاويلي وحسين الشريفي، كما انه اعد برنامج «سوالف وطرب» الذي ظهرت من خلاله الكثير من الاصوات الشابة. وقبل انتهاء الامسية الاحتفالية غنى كل من الفنان محمد السامر والفنانة نهلة عبد الوهاب اغنيات من الحان المحتفى به.