حديقة الصداقة.. رياحين الحياة

الصفحة الاخيرة 2021/06/23
...

زيد الحلّي
 
عندك صديق وفي، اذن انت سعيد، نعم إن مثل هذا الصديق، هو صنو الروح وشقيقها، فالصداقة 
اشبهها بمنجم فيه الكثير من المعادن المنتقاة التي لا تنتظر إلا من يتأملها، ودائماً ما استرحت الى اصدقاء اتبادل الهم والفرح معهم، فالصداقة الحقة ظل 
ظليل وهواء بليل وراحة من عناء العمل وضجة المسؤوليات.
 كثيراً ما أحدث نفسي قائلاً : ان الماء إذا ما سكن،  اصبحت صفحته كالمرآة يرتسم فيها كل شيء، وكذلك الصداقة العميقة لا تصفو ولا ترتسم الاشياء في صفحتها واضحة إلا اذا هدأت النفوس وسكنت،  فالصداقة مرآة النفوس الرقيقة.
واذا حظي المرء بصديق صدوق، فالحياة تكون امامه جميلة حتى لو اعتراه خطب او ألم او معاناة، ان الصديق الحق لا يجعل نفسك تهرب الى الظلام لتحاكيها خلسة، بل تراه معك تحاوره ويحاورك،  وتلك اهم ميزات الحياة 
الجميلة، وسترى كيف ان ابتسامتك ستخرج من الاعماق طاردة اليأس والظلامية، 
لأن الصديق المخلص هو الذي تكون معه، كما تكون وحدك، فما أتعس الانسان حين 
يحيا مثل صمت القبور  بلا صديق مخلص، ومقابل ذلك نجد أن اصدقاء السوء،  كالنار يحـرق بعـضـهم بـعـضاً، وهؤلاء ان فعلت 
الخير لهم، فانك مثل الذي يلقي ماء الورد في البحر، لأنهم 
من ناكري الجميل. لقد وصف (الصداقة) ادباء وعلماء نفس كثيرون، لكن لم يمنح مفهوم (الصداقة) كحياة إلاّ قليلون، أما الذين منحوها (حياة) نحبها وتحبنا، ونعطف عليها وتعطف علينا ونناجيها وتناجينا فأقل من القليل، واصبح جرح الذين ابتلوا بعديمي الوفاء باتساع البحر، فلا يلومهم أحد إن عاتبوا في الليل الحزين دنياهم.
كم سعيد انا، فقد اجزل الله عليّ العطاء، فمنحني اصدقاء مثل جمال فجر الصباح.. لهم تحياتي.