الشاعر

ثقافة 2021/06/26
...

 وليد حسين
 
في متاهةِ اللحظةِ 
يبدو الحضورُ المشبوبُ بالقلق 
استثناءً 
وأنا أدعمُ ظلّي 
أسيرُ نحو نهاياتٍ سائبةٍ
أصنعُ وجهاً معتلّاً
فليكن..
ذاك البريق الذي يداعبُ مخيلتك 
يزيحُ بعضَ ما ضجّ في الذاكرة 
من تباريحَ وعقمٍ
يوم كان الوجودُ 
حدثاً..
يستغرق الولاداتِ 
وحاضناتِ الخدّجِ المعزولةِ
بألواحٍ زجاجيّةٍ
يستثمرُ الغاياتِ
ويتمترّسُ خلف أقنعة لزجةٍ
تذكرتُ ريلكه Rilke
ومراثيه
ذلك الرومانسيُّ البوهيميُّ
المتفرّدُ
وهو يحاولُ أن ينفذَ من عزلتهِ
فالتوصيفات غير منصفةٍ
طرّزت ملامحَهُ
بتعجّبٍ سماعيٍّ
كيف يفتّشُ ...!
في أوقاتِ جنوحهِ 
وكفرهِ العميقِ 
عن الإمساك ببيتِ شعرٍ
أو قصيدة
دونَ زيارةِ مدنٍ
وعشقِ نساءٍ جانحاتٍ
بالرغبة
ربّما..
هناك تقاربٌ محفوفٌ 
بالتساؤلِ 
مع جواد الحطابِ في استنطاق..
نصوصِ المراثي
فالأخير..
«منحَ الريشَ إقامةَ الهواء»
يضعُ حروفاً أبجدية
يتداولُ (ع، ر) 
وكأنًهُ يشيرُ لحرفِ الباءِ ضمناً
فهو كثيرُ الشكِّ
 ولا يركن إلّا للكنغر 
لهُ جيبٌ خالٍ من العبوات
ويستبعدُ الإبلَ.. 
في اعترافاتهِ..
لإحدى المحطاتِ المبتزّةِ
ولم ينسَ علاقتَهُ بالقنفذ 
ويستأنسُ بالأفعى 
ولكنَّ هاجسَهُ يدورُ حول الإنسانِ
أراهُ موغلاً..
بمجساتٍ حانيةٍ
على الرغم من عشراتِ الصعقات المميتةِ
والطعناتِ الغائرة.