للسينما محطات

الصفحة الاخيرة 2021/06/27
...

حسب الله يحيى 
 
الفن السينمائي؛ فن شامل لكل فنون الابداع 
المرئية والمقروءة والمسموعة، ونهر من الكلمات والصور والالوان والحياة في جوانبها المختلفة، هذا الفن الراقي الذي اعطوه الرقم السابع تعسفا وظلما وغفلة، كان يفترض أن يحمل الرقم الاول في سلم المعرفة والابداع، بوصفه الفن الذي يجمع بين الذاكرة والخيال، 
وهو ما يحتاج اليه كل معني ومشتغل بالفكر والعطاء والابداع.
هذا الفن افتقدنا حضوره في القاعات منذ سنوات، حتى اصبحت دور السينما لدينا مجرد شواخص للذكرى ومكانا يختزن البضائع على اختلاف صنوفها والوانها وانواعها.
مثلما بقيت لافتة (السينما والمسرح) شاخصة حسب، ولكنها بعيدة عن كل ما له تماس بتواصلها وعطائها وتخصصها، بينما بقيت وسائل التواصل والفضائيات تغتنم الفرص للقيام بمهام السينما والمسرح.
أتقدم بهذا الحديث عن السينما بعد أن حفزني اليه الصديق والناقد السينمائي الاستاذ علي حمود الحسن الذي صدر كتابه الاثير «محطات سينمائية» مؤخراً.
الزميل الحسن يتحدث في (350) صفحة عن الافلام السينمائية ودورها وتأثيرها وحضورها في سماء حياتنا الى جانب تفاعلها مع قضايانا الملحة، من دون أن يلتفت احد ممن يتحدثون عن الثقافة والابداع الى أن فن السينما بات فناً منسياً - باستثناء بعض الافلام القصيرة التي لا تشكل 
صناعة سينمائية - وبات الحديث عن السينما كما تحدث العزيز الحسن، حديث ترف عن امر بات غائبا، في وقت كان يريد أن يفتح آفاقاً مزهرة ومعطيات دالة للسينما في عالمنا المعاصر، من دون أن تكون في بلاده افلام سينمائية راهنة، ترى كيف يمكن لنا الحديث عن امر، أياً كانت دالته بينما هو في حالة غياب، وصاحب الحديث يريد أن يقدم بصره وبصيرته لهذا الفن السينمائي الحي؟.