بغداد تستعيد مكانتها

آراء 2021/06/28
...

 شمخي جبر
 
بغداد تخطو خطوة جديدة بطريق الانفتاح على عمقها العربي وهي تحتضن القمة الثلاثية {العراقية المصرية الاردنية}، قمة تسعى لتنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية والامنية في مواجهة التحديات.
بغداد تنهض لتطوير علاقاتها مع جوارها ومع الاقليم العربي والدولي من اجل تحقيق لحظات وئام واستقرار  وتوفير بيئة صالحة للتنمية والبناء، فضلا عن كونها تسعى لتكون منطقة استقطاب للشراكات الاقتصادية والسياسية، لتسترجع دورها المهم عربيا وعالميا، ولا يتم لها كل هذا من دون فتح قنوات التفاهم والتواصل مع اشقائها العرب.
المشرق الجديد الذي يدعو اليه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي هو مشرق الشراكات الاقتصادية والسياسية واقامة علاقات دولية بعيدة عن الهيمنة وفرض النفوذ، فهو مشرق المصالح المشتركة لدول المنطقة، بعيداً عن التشنجات التي تشهدها المنطقة والعالم. 
انفتاح بغداد على عمقها العربي لا يعني استغناءها عن علاقاتها الدولية مع جوارها كتركيا وايران كما يسعى البعض الى أن يصور هذا التقارب والتعاون، فبغداد تعمل لمصالحها كدولة ومصالح شعبها وتطلعاته.
كما ان هذا الانفتاح العراقي والتعاون عربيا لا يعني ان هذا يستهدف اطرافا دولية او اقليمية اخرى، فالعراق ودولته العريقة بعلاقاتها الدولية وحسن هذه العلاقات تطمح الى اقامة علاقات اقتصادية وسياسية وامنية مع اطراف كثيرة لتحقيق السلام والاستقرار وهو ما يحتاجه الواقع العراقي والتحديات التي يواجهها وهو يطمح للبناء والتنمية والسعي لجذب الاستثمارات العربية والدولية من خلال وجود بيئة جاذبة وموقع دولي مهم هو استحقاق العراق.
رغم تباين وجهات النظر بشأن الانفتاح على الاقليم العربي، لكن بغداد تتنكب اصرارها المتمسك بالعقلانية السياسية في العلاقات الدولية والاقليمية مقرونة بالمصالح المشتركة بعيدا عن اوهام البعض وهواجسهم.
تأتي قمة بغداد استكمالا لقمتي القاهرة وعمان وتعزيزا للتفاهمات والاتفاقات الاقتصادية التي تمخضت عنهما،
فبين مبادرتي المشرق الجديد والشام الجديد تتبلور ستراتيجية العراق في علاقاته الدولية وتعزيز مكانته القيادية ودوره التاريخي بوصفه عامل حل في مناطق التأزم والتوتر التي تشكل تحديا لطموحات العراق التنموية بتعزيز مكانته الدولية والاقليمية.
القمة الثلاثية لن تبقى ثلاثية كما تحدث المتابعون والمهتمون بهذا الشأن بل هي مفتوحة امام شراكات اخرى، ربما لكون سوريا ضلعا رابعا لهذا الثلاثي المهم، بغداد تحتل مكانتها بوصفها مصدر قوة وصانعة استقرار وسلام في اقليمها العربي والدولي.