بغداد: عماد الامارة
أدى التطور الكبير في الثورة المعلوماتية، لاسيما في جانبها المفاهيمي والمادي، الى تطور سريع في اقتصادات الدول اليوم، فقد أدت الثورة المعلوماتية والاتصالات الحديثة الى تغير واسع في إدارة المعرفة والاقتصاد الحديث، إذ اعتمدت بعض الدول على تطبيقات او برامج رقمية في تطوير بنيتها التحتية الإدارية والاقتصادية، في حين أن العراق بدأ هذا الجانب متأخرا بسبب الظروف التي مر بها .
عن التطورات الحاصلة في الاقتصاد الحديث في البلد أفاد الخبير في مركز الدراسات العربية والدولية الدكتور أحمد الراوي، بأن {الاقتصاد الحديث يعتمد بشكل أساس على المعلومات والرقميات والبرامجيات، ما حدا بالاقتصاديين الى تسمية هذا النوع من الاقتصاد بالاقتصاد الرقمي أو اقتصاد المعلومات والبيانات والمعرفة}.
وبيّن الراوي في حديث لـ {الصباح} ان {الاقتصاد الرقمي يشير الى ان تكوين الثروة قد انتقل من المواد والابنية والآلات، الى المعلومات المعرفية والبرامجية
الرقمية}.
وتابع، {رجح استخدام الاقتصاد الرقمي على التسميات، فقد أخذت مبادئ هذا النوع من الاقتصاد الحديث {الرقمي} تتجذر بالتقدم الحاصل في المستويات المعرفية، ليواجه الاقتصاد التقليدي، ويؤدي الى تعديل النظام الاقتصادي الدولي}.
وبين أن {ذلك سيؤدي الى قيام نظام اقتصادي دولي جديد قد لايتحقق بالسرعة التي تطور فيها الاقتصاد المعرفي، بسبب نوع البيئة الصالحة لانتشار هذا الاقتصاد هناك، وهي غير متاحة في الدول النامية ومنها العراق، نظرا للظروف التي مر بها في العقود الثلاثة
الأخيرة}.
قطاع الاتصالات
عضو جمعية الاقتصاديين العراقيين الدكتورة اكرام عبد العزيز بيّنت أن {الاقتصاد المعرفي يضم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات فضلا عن الانشطة الرقمية في قطاعات الانتاج السلعي والخدمي، ولاسيما المال والاعمال، فضلا عن السياحة والتأمين
والنقل}.
وأضافت عبد العزيز لـ{الصباح} أن ذلك {يعد اقتصادا معرفيا عندما تفوق أعداد العمالة في القطاعات المعرفية العمالة في القطاعات الاقتصادية الاخرى، كما هو الحال في الولايات
المتحدة}.
وأكدت: {شهد حجم قطاع المعرفة نموا واضحا في الآونة الاخيرة في العراق، على الرغم من وجود بعض الصعوبات التي تعتري عملية تقدير حجم تلك القطاعات}.
تكنولوجيا المعلومات
عميد كلية اقتصاديات الاعمال الدكتورة نغم حسين، أوضحت أن {اكتساب المعرفة في جميع المجالات بشكل عام، وفي مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل خاص، يلعب دورا بارزا في تحسين عملية التنمية البشرية، وفي بناء مجتمع معرفي ينبثق عنه اقتصاد معرفي بمعدلات نمو اقتصادية مشجعة}.
وقالت حسين إن {اكتساب المعرفة لا يقتصر على بناء قاعدة المعرفة الوطنية لتوليد معرفة جديدة من خلال البحث والتطوير ولكنه يتطلب ايضا جني المعرفة المتواجدة في أماكن اخرى وتكييفها وذلك عن طريق الانفتاح الواسع على العالم المتقدم وتشجيع الانسياب الحر للمعارف وتأسيس روابط مع الاسواق العالمية واجتذاب الاستثمار
الاجنبي}.