عبد الهادي مهودر

ما معنى أن تطلب منك دائرة رسمية جلب كتاب صحة صدور لوثيقتك الصادرة عن دائرة رسمية اخرى؟ يأتيك الجواب: لكثرة تزوير الوثائق والشهادات وللتأكد منها.. حسناً: ولماذا لا يتم التحقق بطريقة مباشرة بين الدائرتين المعنيتين من دون علم المواطن (المزور)؟ وكيف تثقون بالمواطن (المزور) وتسلمونه كتاب طلب صحة الصدور بيده المشكوك بها، ولا تثقون بصحة وثيقته التي حملها باليد نفسها؟! مع العلم أن ترويج معاملة صحة الصدور ينجز بنصف ساعة وينجز الكتاب في يومين لا اكثر في هذه الدائرة، ولا ينجز مثله في دائرة اخرى الا في نصف نهار ولا يرسل الا بعد شهر كامل، ويبلغك الموظف بصريح العبارة أن تتصل بالمعتمد، لأنه قد لا يأتي إلا مرة واحدة في الشهر، وأن كتابك (سينام) اذا لم تتصل به؟! سؤال آخر: ألا يمكن أن يكون كتاب صحة الصدور مزورا ايضا ويستلزم طلب صحة صدور لكتاب صحة الصدور؟ ثم هل يجوز قانوناً إخراج كتب ووثائق خارج الدوائر الرسمية؟! ولماذا يجب المرور بكاتب العرائض ما بين الدائرتين الرسميتين، اذ لا يمكن اليوم لأي مواطن مراجعة دوائر الجنسية وشهادة الجنسية والتسجيل العقاري وغيرها، من دون المرور بكاتب العرائض وتقديم فروض الطاعة له واستنساخ ما يطلب استنساخه. أنا كمواطن أستغرب كل الاستغراب حين أحمل كتاباً رسمياً بيدي وأتحول الى ساعي بريد بين دائرتين رسميتين في مهمة، يفترض أن تكون سرية لكونها جريمة تزوير محتملة، وأتمنى أن تبادر إحدى الوزارات المعنية بدراسة الجدوى والوقت والجهد الذي يبذل يوميا في دوامة انجاز معاملات صحة الصدور، ونتمنى ايضا اكتشاف طريقة بديلة ومباشرة تضمن التأكد من صحة صدور الكتب وسرعة الانجاز في الوقت نفسه، او الاستفادة من تجارب العالم، فكثير من الدول لم تسمع بصحة الصدور بالطريقة العراقية بما فيها الدول العربية المجاورة، فأحد الاصدقاء ارسلت احدى وزاراتنا وثيقته الى الدائرة الصادرة عنها في دولة عربية، بكتاب يطلب صحة الصدور، يقول تأخر الكتاب عدة اشهر وانتابني القلق وتبّين لي بعد الاستفسار أن طلبي أحيل الى (وزارة الصحة)، حيث التبس عليهم فهم المقصود من الكتاب، فأحالوا الطلب بسوء فهم الى وزارة الصحة ولم تفهم الوزارة هي الاخرى معناه، فأهملته الى حين مراجعة صاحب الطلب.. شافاه الله من علةٍ ليست في صدره بل في صحة صدور كتابه.