جمجمة بشرية عملاقة جعلت العلماء يصححون نظرية التطور

الصفحة الاخيرة 2021/06/29
...

 إيان سامبل 
 ترجمة وإعداد: أنيس الصفار                                      
ارغمت جمجمة متحجرة عملاقة عثر عليها ملفوفة ومخبأة 
داخل بئر في الصين منذ نحو 90 عاماً العلماء على إعادة 
كتابة قصة التطور البشري. تكشف التحاليل التي اجريت على هذه البقايا عن وجود فرع جديد في شجرة العائلة البشرية وجماعة شقيقة لم تكن معروفة سابقة اقرب نسباً الى الانسان الحديث منها الى النياندرتال.
أطلق الباحثون الصينيون على هذه المتحجرة النادرة اسماً ينتمي للجنس البشري هو {هومو لونغي} وتعني {الانسان التنين}، ويقول البروفسور {كرس سترنجر} كبير الباحثين في متحف التاريخ الطبيعي بلندن: {اعتقد ان هذا واحد من أهم الاكتشافات على مدى السنوات الخمسين الماضية، إنها قطعة متحجرة محفوظة بشكل 
رائع}.
لهذه الجمجمة كما يبدو قصة تاريخية مثيرة، إذ يقول الباحثون إن العمال الصينيين عثروا عليها لأول مرة في العام 1933 عندما كانوا يعملون في إقامة جسر على نهر {سنغهوا} في اقليم {هايلونغ جيانغ} اقصى شمال 
الصين. 
كان ذلك إبان فترة الاحتلال الياباني، لذلك قاموا بلفها بعناية وأخفوها في بئر مهجورة خشية وقوعها في يد اليابانيين، ولم تعد للظهور إلا في العام 2018 حين اخبر الرجل الذي خبأها حفيده بالقصة كلها قبل وفاته بوقت قصير.
تظهر التحاليل الجيوكيميائية ان عمر الجمجمة يعود الى 146 ألف عام على الاقل، وهي ذات تركيبة فريدة من التقاطيع تجمع بين البدائية والاكثر حداثة ولكن الوجه اقرب شبهاً بالانسان العاقل الحديث المسمى {هومو سيبينز}.
أما الاسنان فلم يبق منها سوى ضرس واحد.
حجم الجمجمة اكبر بشكل واضح من جمجمة الانسان العاقل وحيزها مناسب لاستيعاب دماغ بشري ولها محجران كبيران. يعتقد الباحثون أن صاحب الجمجمة ذكر يقارب عمره 50 عاماً ذو بنية جسدية تثير الاعجاب. 
أما الانف الواسع فيدل على انه كان يستنشق الهواء بكميات كبيرة وهو نمط ملازم لطبيعة حياة تتميز بالطاقة العالية، كما ان ضخامة الجسم تعني انه كان قادراً على تحمل برودة الشتاء القاسية في تلك المناطق.
 
*عن صحيفة الغارديان