القمة الثلاثيَّة وضعت مسارات بناء وتنمية حقيقيَّة

اقتصادية 2021/06/29
...

 بغداد: حسين ثغب 
أصداء ايجابية واسعة لقمة بغداد التي جمعت ثلاث دول مهمة لها ثقلها في الشرق الأوسط، لاسيما في المفصل الاقتصادي من حيث امتلاك الثروات والموقع وتوفر العمالة، إذ حملت القمة آمالا جديدة، تنقل واقع العمل في المنطقة صوب مرحلة جديدة، تهدف الى تحريك الاقتصاد بجميع مفاصله، وان يكون هناك تكامل اقتصادي جاد يحقق المنفعة للجميع، ويحرك مستويات التنمية في هذه البلدان وجوارها امتدادا الى السوق الدولية. الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان قال: إن {التضامن الذي عكسته القمة أمر مطلوب ومهم على الصعيد السياسي ويعود بالعراق الى محيطه العربي، ويفضل ان يكون هذا التعاون مفتوحا لانضمام دول أخرى}. 
تعاون ستراتيجي
أكد انطوان {إمكانية تحقيق تكامل اقتصادي بين العراق المالك للثروات ومصر التي تمتاز بوجود كتلة بشرية والاردن صاحبة الموقع الجغرافي المتميز، وهنا لا بد من تعاون ستراتيجي يحقق المنفعة لجميع الدول من دون استثناء}، لافتا الى ان {التعاون يجب ان يدعم القطاعات الانتاجية في العراق، إذ يمتلك العراق 30 شركة عملاقة حكومية تحتاج الى تطوير، وهنا يمكن ان يكون هذا التعاون مفتاحا لإحياء هذه الشركات}. 
وأضاف أن {مصر متطورة في مفصل الصناعات الحربية ويمكن الافادة منها لدعم صناعتنا الحربية، بعد أن أسس العراق لهذا المفصل المهم}، لافتا الى ان {التعاون لا بد ان يمتد الى القطاع السياحي، إذ تمتلك مصر والاردن خبرة في هذا المجال يمكن توظيفها لتدريب مواردنا البشرية المعنية بالشأن السياحي، وكذلك الترويج لسياحتنا التي تمتد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب}. 
ونبَّه انطوان الى {اهمية اشراك القطاع الخاص في عملية التنمية، لامتلاكهم القدرات على رفع الانتاجية، وان تطور شراكات ثنائية تسهم في تشابك القطاع الخاص في الدول الثلاث لتعزيز القدرات الانتاجية، وخلق شركات مساهمة كبرى، لاسيما ان القطاع الخاص العراقي يملك قرابة الـ 55 ألف مصنع يمكن ان تكون أساسا فاعلا لتطوير الانتاج بالتعاون مع القطاع الخاص في مصر والأردن}. 
 
رؤية مشتركة
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أشار بعد القمة الى أنه في الاجتماع السابق تم التركيز على الاستثمار والتعاون الاقتصادي، واتفقنا على رؤية مشتركة ونجحنا في الوصول الى تصورات، الآن نحن في مرحلة الوصول الى تنفيذ هذه المشاريع، في مجال الربط الكهربائي والزراعة والنقل، وكذلك الأمن الغذائي الذي طرحه جلالة الملك عبد الله في الاجتماع الماضي، وفي مجال العلاقات المالية والمصرفية وتطوير البنى التحتية لها، كما توجد العديد من مذكرات التفاهم جرى التوقيع عليها في السابق بين الدول الثلاث، وهناك مذكرات واتفاقيات سنوقع عليها في المستقبل القريب.  وأكد الكاظمي على إقامة سكرتارية دائمة لتنسيق العمل بين الدول الثلاث والعمل على تطوير ومتابعة ما نتفق عليه.
 
خدمة الشعوب
عضو اتحاد رجال الأعمال أحمد مكلف بيَّن أن القمة يمكن وصفها بالجادة، لاسيما ان حضور الرئيس السيسي والعاهل الاردني ولقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بغداد، ينقل رسالة مفادها الالتزام بمبدأ التعاون من اجل خدمة الشعوب، وهذا يكون من خلال تحقيق تكامل في الاداء بين الدول الثلاث}. 
وأشار مكلف الى ان {العراق سوق عمل واعدة وكبيرة تستوعب الجهود في هذه الدول وسواها من دول العالم، ويمكننا تحقيق نهضة اقتصادية خلال فترة وجيزة يمكن ان يلمسها الجميع، متى توفرت الإرادة لذلك}. 
 
البنى الارتكازيَّة
الاكاديمي د.عادل فليح علي قال: إن {الأردن ومصر يملكان مسارات اقتصادية يمكن الافادة منها في العراق، إذ نجد مصر متقدمة في مجال البنى الارتكازية مترو الانفاق والطرق والجسور والمدينة الادارية والتصنيع العسكري والزراعة، ويمكن الافادة مما لديهم من خبرات نحتاجها وبقدر الحاجة فحسب وما خارج ذلك فيمكن الاستعانة بالخبرة 
الاجنبية}.