شعر الهايكو الياباني في الثقافة العربيَّة

ثقافة 2021/06/30
...

 أربيل: كولر غالب الداوودي
 
يُعد شعر الهايكو واحدا من اهم أشكال الشعر الياباني، وهو عبارة عن قصيدة قصيرة تمثل لحظة التنوير التي تسمى ساتوري لدى اليابانيين وشرح الشاعر سعد عبد الغني سنجاري بأنها تحاول التعبير عن البهاء الكامن الموجود في الحياة والطبيعة ومشاهدات الإنسان الحسية والبصرية وتماهي الشاعر مع الطبيعة والذوبان فيها واقتناص اللحظة، وبين بإنهاء تتكون من 17 مقطعا صوتيا (5-7-5) السطر الأول خمسة مقاطع والثاني سبعة مقاطع صوتية والثالث خمسة مقاطع يكمل كل واحد منها الآخر، وهي تعتمد على التكثيف والاختزال اللفظي بعيدة عن المحسنات كالمجاز والانسنة بمعنى التحرر من أثقال البيان لصالح زوايا جمالية جديدة.  
واشار عبد الغني بأن الشاعر العربي يجنح للمجاز والانسنة أحيانا، إذ يجد صعوبة بالالتزام بالمقاطع نظراً إلى الفرق بين اللغتين العربية واليابانية. وأضاف بأن الهايكو من منظور الشاعر الياباني باشو هو التعبير عن التأمل والتناغم مع العالم الكبير، وقد تجاوز باشو ملكة المحاكاة للطبيعة إلى ملكة التفكير، إذ امتزج مع أزيز الهايكو في صومعته حيناً من الدهر، ومن أشهر قصائد الشاعر الياباني باشو ماتسويو: (البركة القديمة/ قفزة ضفدع/ طرطشة ماء/ عليل في رحلتي/ فقط احلامي تواصل التجوال/ في السهوب الخاوية).
ونوه إلى سعي الشعراء العرب لتأصيل هذا الجنس الأدبي القادم في لغتهم لتأخذ طابع الخصوصية والبصمة المتفردة، وقد تم انشاء الكثير من الاندية العربية للهايكو في المواقع الالكترونية أشهرها نادي الهايكو العربي ونادي هايكو سوريا ونادي هايكو المجاز والتأويل وهايكو موروكو وغيرهم، وتعد كذلك المشاركة العربية في مؤتمر ندوة الهايكو العلمية بارما الإيطالية والذي مثل العرب فيها الشاعر المغربي سامح درويش والشاعر العراقي عبد الكريم كاصد. 
وسوف تستضيف المغرب المؤتمر الثاني عشر وهذا دليل على حضور الهايكو العربي على المسرح العالمي، وهذه نماذج من قصيدة الهايكو للشاعر سعد عبد الغني سنجاري أحد كتاب الهايكو في العراق من دهوك كتب الشعر الحر والنثر، واتجه اخيراً إلى كتابة الهايكو؛ لما فيه من جمالية وتكثيف واختزال ونقل صورة عن ما نشاهده بأقل عدد من
الكلمات.
للشاعر خمسة كتب الكترونية (عشق حبيبة ومأساة وطن، مناجاة وطن، حفيف الريح، عام الجائجة، احلام مقيدة) وشارك في العديد من اصدارات اندية الهايكو المختلفة من كتب ومجلات الكترونية كنادي الهايكو العربي وهايكو المجاز والتأويل وهايكو سوريا وغيرها من الاندية، اما الاصدارات الورقية فكانت له مشاركة في عدد من الكتب منها:(كتاب الهايكو سوريا 3، كتاب أنطولوجيا قصائد الهايكو العربي، صليل الحروف الاصدار الثاني/ دار ديوان العرب، قراءات انطباعية حول قصائد هايكو عربي). وحاصل على المركز الثالث في المسابقة العالمية الهايكو على وهج نور البرايل الثانية بنسختها العربية، ومن قصائده في الهايكو:  
بين السنارة والصياد 
وتر صامت 
تعزف عليه سمكة.