محافظ أربيل وحسن العاني

الصفحة الاخيرة 2021/06/30
...

زيد الحلي 
ليست في العنوان، اثارة صحفية مقصودة، انما هي حقيقة عشتها في العام 1990، ففي ذلك العام تعرضت الى حادث مروري، اذ اصطدمت سيارتي بـأخرى في مصيف شقلاوة بمحافظة اربيل، واستدعت حالتي نقلي الى مستشفى اربيل المركزي لتلقي 
العلاج.
وخلال مكوثي تفقدني الكثير من الاصدقاء والزملاء، وكان منهم رئيس فرع نقابة الصحفيين بالمحافظة كمال محمد امين، والزميل الكاتب حسن العاني، وتكررت زيارتهما اكثر من مرة، وفي صباح احد الايام سمعت ضجيجا في الرواق الذي تقع فيه غرفتي، وبعد مدة قصيرة من الوقت اطل محافظ اربيل يحيى الجاف، وبيده باقة ورد كبيرة، متمنياً لي السلامة والشفاء العاجل، وقد اوضح له مدير المستشفى حالتي الصحية، ثم بعد دقائق همس بأذن مرافقه الشخصي شيئا، فعرفتُ انه إيعاز بخروج الجميع من الغرفة، فبقينا لوحدنا واختار الجلوس على جانب من سرير الشفاء، وبدأ حديثا خارج سياق الزيارة، بدأه بالقول عن مدى 
علاقتي بالزميل حسن العاني، فقلت له انه بمثابة اخ، قبل أن يكون زميلاً، فقال : نعم، عرفتُ ذلك من خلال تكرار زيارته لك، وزاد بالقول ان الاستاذ العاني كتب اكثر من مرة عن محافظة اربيل، وفي كتاباته انتقادات للمحافظة، وقد جاءتني تنبيهات وتحذيرات، حول تلك الانتقادات، وقد وجدتها مناسبة أن ازورك للاطمئنان عليك، وايضا لرجائك بأن تخبر الاخ حسن العاني، أن يخفف من حالة النقد للمحافظة، ووعدت المحافظ خيرا، رغم معرفتي أن الصديق العاني لا يكترث 
للوساطات!.
تذكرتُ تلك الواقعة، بعد مرور ثلاثين عاما، مبيناً اهمية الصحفي والكاتب في تعزيز اجواء البناء، وتأشير مكامن الخطأ من خلال الرقابة الميدانية، فالصحافة رسالة اساسية هدفها خدمة المجتمع، وتعبر عن اتجاهات الرأي العام، وتسهم في تكوينه وتوعيته وتوجيهه بعيدا عن حياكة الأوهام أو نسج الأحلام، في إطار المقومات الأساسية للمجتمع، ترى كم من السادة المحافظين او المسؤولين الآخرين تلقوا استفسارات من الجهات العليا، عن ملاحظات اشرتها وسائل 
الاعلام؟.