ثورة العشرين وتأسيس الدولة العراقيَّة

آراء 2021/06/30
...

  حسين علي الحمداني
              
الكتابة عن ثورة العشرين تحتاج لمجلدات كثيرة بسبب الأبعاد الكثيرة والمتعددة لهذه الثورة، سواء من ناحية الأسباب أو من خلال النتائج التي أفرزتها.
فقبل قرن وعام من الزمن كانت هنا في العراق ثورة كبيرة هي ثورة العشرين، تلك الثورة التي مهدت الطريق لتأسيس الدولة العراق واستقلال البلاد عن التاج البريطاني بعد سنوات قليلة جدا من الاحتلال، الذي تم رفضه من قبل كل العراقيين بشكل 
مباشر.
العوامل التي أدت للثورة كثيرة جدا من بينها الأساليب السيئة، التي استخدمتها بريطانيا في إدارة شؤون العراق، مضافا لذلك فرض الضرائب والسبب الآخر الحيوي يتمثل بتملص لندن عن الإيفاء بوعودها بإقامة حكم وطني في العراق.
من هنا نجد أن عوامل الثورة داخليا كانت متوفرة بدرجة كبيرة جدا، مضافا لها عوامل أخرى خارجية، لعل أبرزها ثورة 1919 في مصر والحراك الشعبي في سوريا، ونهاية الحرب العالمية وبداية مرحلة تقاسم النفوذ بين الدول المنتصرة، والتي كانت تخطط لأكثر من سيناريو لدول المنطقة، التي لم تكن سوى مجرد غنائم اكتسبتها الدول المنتصرة في الحرب بعد هزيمة الدولة العثمانية. حيث صدرت قرارات مؤتمر سان ريمو في 25 نيسان1920 والتي تُعد تعديلاً لاتّفاقيّة سايكس- بيكو، حيث خضع العراق بموجب ذلك للانتداب البريطاني بشكل مباشر وهو الأمر الذي رفضه الجميع.
لذا كانت أهداف ثورة العشرين متعددة أبرزها إنهاء الاحتلال البريطاني، تأسيس حكومة وطنية، إطلاق سراح المعتقلين، ولتعدد الأهداف كانت هنالك نتائج إيجابية كبيرة لهذه الثورة الكبيرة.
لهذا كان من أبرز النتائج هو السعي والمطالبة بحكم وطني، والذي تمثل في ما بعد في تأسيس وقيام الدولة العراقية الحديثة.
لهذا نجد أن من ينظر لنتائج ثورة العشرين سيجد انتصار الإرادة العراقية بشكل كبير جدا، بالرغم التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء العراق وفي عموم المدن، التي ثارت على الاحتلال البريطاني المدجج بأقوى الأسلحة التي لم تكن قوتها حاسمة في إنهاء الثورة بقدر ما كان (للفالة والمكوار) رأي آخر أجبر الانكليز في ما بعد على التفاوض وتلبية مطالب الشعب العراقي، بتأسيس حكومة وطنية والاعتراف بالعراق دولة مستقلة ذات سيادة.