أفلام الانترنت

الصفحة الاخيرة 2021/07/01
...

 رضا المحمداوي 
 
قبل أن ينشب الانترنت مخالبه في تفاصيل حياتنا اليومية ويفقدها الى الأبد، دعتها وهدوءَها، كان قد غزانا البث الفضائي للقنوات التلفزيونية وظهرت اجهزة (الستالايت) التي سمحت لنا بالتقاط القنوات التلفزيونية الفضائية، ومنها المتخصصة بالأفلام السينمائية.
بعض تلك القنوات اصبح متاحاً ومشاعاً للجميع، بوصفها فضائية مفتوحة، ومنها ما اصبح يُعرف بـ (القنوات المُشفرَّة) التي لا يمكن الدخول اليها والحصول على فرصة مشاهدة افلامها، إلا من خلال (كارت) الدخول وبطريقة الدفع المُسبق وتمتاز بحداثة المنتج السينمائي.
وما ان دخل عملاق تكنولوجيا الاتصال (الانترنت)الى بيوتنا، واصبح في متناول ايدي الجميع، حتى صارت مواقع الأفلام أيقونة معروفة ومتداولة تضخُّ يومياً وتضع امام عينيك آخر الإنتاجات السينمائية العالمية مثلما تضّمُ في خزائنها وارشيفها سجل الأفلام الكلاسيكية المعروفة، وقد دخلتْ تلك المواقع الخاصة بالعرض السينمائي حلبة منافسة دائمة، وصراع مصالح من اجل الفوز بأكبر عدد من المشتركين او المشاهدين او الزائرين لها، في حين عمدت بعض شركات الانتاج السينمائي الى بث افلامها عبر الانترنت من خلال انشاء او المساهمة بتأسيس عناوين واسماء مواقع الكترونية خاصة بها، لغرض عرض نتاجاتها السينمائية، وكل ذلك يجري في ظل اتفاقيات وبروتوكولات عمل وصفقات تجارية بين الشركة المنتجة للفيلم ومواقع البث الالكتروني وشركات الإعلان التجاري، ويتم تحقيّقُ الأرباح من خلالها وتتزايد فوائدها وبشكل متواصل وبمعدل مضطرد، ما يؤدي الى انتاج المزيد من الافلام ومن ثم عرضها والحصول على الإيرادات المالية المتزايدة بما يسمح باستمرار عملية الإنتاج والعرض بشكل دائم، وكأنَّ لا توقف لهذه العملية طالما هناك متلقٍ أو مشترك أو زائر لهذه المواقع مع تدفق دائم للإعلانات التجارية.
 وقد جسَّدَ هذا الاسلوب من العرض السينمائي المستمر على مدار اليوم لتلك المواقع الالكترونية شكلاً من أشكال المنافسة للقنوات التلفزيونية وَسَحَبَ البساط من تحت أقدامها وجذب معه جمهورا واسعا وعريضا اعتادَ منذ سنوات عديدة على المشاهدة التلفزيونية الطويلة الأجل.