امرأة ما..

الصفحة الاخيرة 2021/07/03
...

حسب الله يحيى 
اعرفها منذ سنوات، وعملنا في دائرة واحدة، وجلسنا في غرفة جمعتنا لسنوات مليئة بالزمالة الطيبة 
والثقة الحقة، وفي كل مرة نجد نفسينا في حالة 
فراغ - وهو فراغ يتسع كثيرا للثرثرة - اجد فيها نفسي اباً ناصحاً وصديقاً مخلصاً، فاوجه اليها النصيحة تلو النصيحة، مما ينبغي قوله وما يراد السكوت عنه او عدم البوح به.
ومع أن نصائحي كانت تجد صداها في نفس 
زميلتي وتعدني بالاستجابة لها وتنفيذها؛ الا انها 
ظلت تخالف ما كنت اقوله في اول حوار ساخن يجري بيننا، وكأننا على اتفاق بالا نتفق!.
كنت اوصيها دائماً بأن عزوف الشباب عن اختيارها زوجة طيبة وعلى اخلاق حسنة وشباب يافع متزن، لانها كانت تثقل على كل من يلتقيها بالثرثرة والحديث عن الاخرين بكل ما يسيء اليهم ويجعلهم اصحاب صفات لا تليق بهم ولا باهميتهم الوظيفية، ولا بطبيعة العمل والزمالة التي تجمعنا.
كانت لا ترحم احداً ـ في غيابه طبعاـ وحين تلتقيه تقدم له الولاء والطاعة والاحترام والمودة بشكل مبالغ فيه، وكأن كل ما قالته قبل قليل يعني شخصاً آخر.
ان هذا السلوك في حياتنا الاجتماعية، يؤكد الصفة المزدوجة للشخصية العراقية التي تحدث عنها وشخصها بدقة 
عالم الاجتماع الراحل علي الوردي الذي يعد مرجعاً في هذا التشخيص للأفراد والجماعات في العراق.
ان تلك المرأة التي بت اعرف دقائق الكلمات التي تبتكرها باطلا ضد الاخرين، قد يكون في كثير من الاحيان ممن لم يلحق بها 
ضررا ولم تصدر عنه اساءة ما ولكنه الطبع السلبي 
الذي يترك بصماته على البعض من الناس رجالا 
ونساء، وهو الشيء الوحيد الذي يتجاوز فيه صاحبه الزمان والمكان ومن دون أن يفتح نافذة طيب على طيبة الآخرين.