المغتربون أولا

الرياضة 2021/07/04
...

طه كمر
بعد أن أصبحنا على دراية كاملة من أمرنا، إزاء ما أفصحت عنه القرعة الخاصة بالدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال الدوحة 2022، عندما أوقعت القرعة الأخيرة منتخبنا الوطني في المجموعة الاولى الى جانب منتخبات كوريا الجنوبية وإيران والامارات وسوريا ولبنان، بات واضحا جدا، أن على القائمين على كرة العراق ما لهم وما عليهم باتجاه الهدف المقصود وكيفية التأقلم مع مجموعة كهذه، وصولا الى المبتغى الذي يتيح لنا بطاقة التأهل لا غيرها، خصوصا ان الفرصة باتت مؤاتية جدا لكوننا بلغنا المراد الأخير بغض النظر عما يحمله بين طياته من ارهاصات ربما يراها البعض عسيرة جدا في ظل تواجد منتخبي ايران وكوريا.
المرحلة التي انقضت من عمر التصفيات لو تمعنا فيها جيدا لوجدنا ان منتخبنا قدم فاصلين متناقضين، ظهر بالأول جيدا إذ تمكن خلاله من الوقوف على صدارة مجموعته فترة طويلة، لكنه للأسف ما لبث أن تنازل بقوة عن هذا الصرح لصالح المنتخب الايراني، مع ظهوره بوضع غير مطمئن أمام منتخبي كمبوديا وهونغ كونغ، وهذا كله يجعلنا في حيرة من أمرنا ويتركنا نضع أكثر من علامة استفهام أمام الجهاز الفني الذي يقوده فضلا عن المنظومة الكروية برمتها، لأنها سمحت بهذه التخبطات والانتكاسات التي جعلت منتخبنا لا يحسب له حساب حتى في الدور الحاسم القادم قياسا مع منتخبات ايران وكوريا، وحتى منتخب الامارات الذي بات افضل من منتخبنا بالقياسات.
الأقاويل والتصريحات هنا وهناك، تلك التي تصدر من باب التطبيعية، تنذر بتغييرات ربما تطيح بالجهاز الفني السلوفيني، لكن هناك تساؤلا يطرح نفسه؛ هل الوقت ملائم لتلك التغييرات في الوقت الحالي ولم يتبق سوى شهرين على انطلاق التصفيات؟ وهناك مباراة تنتظرنا أمام منتخب كوريا الجنوبية في الثاني من أيلول المقبل، وبعدها بخمسة أيام نلاقي منتخب ايران، فأي قرعة تلك التي وضعتنا في امتحان عسير جدا، لكننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتشاءم ونبحث عن الأعذار من الوهلة الاولى بقدر ما نطالب بوضع الحلول الستراتيجية التي من شأنها ان تسير بالامور وفق ما متفق عليه.
فقرة مهمة جدا لا يمكن التغافل عنها على الاطلاق ما دمنا نروم الذهاب الى المونديال، هي عدم إغفال حق اللاعبين المغتربين الذين من دونهم لا نملك منتخبا على الاطلاق والتجربة أكبر دليل، فهناك لاعبون يجسدون العمود الفقري لمنتخبنا الوطني يجب استدعاؤهم على الفور لاعادة القيمة الحقيقية لمنتخب العراق التي فقدها في التجمع الأخير بفعل فاعل، فضلا عن حسم موضوع كاتانيتش ببقائه أو تسريحه واناطة المهمة بمدرب أكثر دراية وحرصا ويلعب بطرق حديثة مفتوحة ويمتلك فكرا تدريبيا يتنامى مع معطيات الحال وحركة التطور السريعة لكرة القدم العالمية، لا أن يبقى أسير تكتيك دفاعي بائس دفعنا ثمنه باهظا، وايران وكوريا والامارات اليوم هي غيرها التي واجهناها سابقا بخطط كاتانيتش المحبطة.