الأبيض يكسب

الرياضة 2021/07/05
...

كاظم الطائي
اقترن اللون الابيض بطقوس وعبادات وتقاليد وعادات، وعدته الشعوب رمزا للسلام والحب والنقاء والصفاء والوداعة وكل شيء جميل، وكان من بين اهم الالوان في الفرح والحزن ومراسم الحج، وعبر عنه الشاعر صفي الدين الحلي الطائي بقوله في موقعة الزوراء: ( بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا).
وفي الرياضة تسمو رايات هذا اللون الناصع وتجد له اثرا في العاب شتى، ويعيدك الى بدايات الاولمبياد في اثينا عام 1896 ميلادي، واستعراض حوريات البحر بطوابير استعراضية تحيل مكان المنافسات الى صور بهيجة تسر النفس، وتواصل سريان سطوة الابيض وتداوله في الدورات الاولمبية وعموم الانشطة الرياضية .
الكثير من الاندية والمنتخبات عرفت اساسا بلونها المعتاد، وكان الابيض سيدها، وارتدته اشهر الفرق في المعمورة وبلادها مثل ريال مدريد ومنتخب المانيا وتوتنهام وانكلترا والامارات والزمالك والزوراء وغيرها، وحينما نقلب تاريخ المشاركات الدولية نجد الابيض عامرا بالانجازات .
الريال صاحب اكثر الالقاب في تاريخ دوري الاسبان ودوري ابطال اوروبا، والنوارس العراقي حقق اعلى حصيلة رقمية من البطولات المحلية لدوري الكرة، والابيض الاماراتي يعتز بقميصه الناصع، وكذلك الحال لاندية ومنتخبات تركن للون الابيض في ارتداء قمصان المنافسات .
في العام 1977 فاز منتخبنا العسكري بكرة القدم بكأس العالم لبطولة السيزم وهو يرتدي القميص الابيض، وعندما حصدنا كأس الامم الاسيوية في العام 2007 حرص فريقنا الوطني على ارتداء الزي الابيض الكامل في مبارياته امام تايلند واستراليا وعمان وفيتنام وكوريا الجنوبية والاخضر السعودي .
أي سر يحمله هذا اللون وهو يعشق التميز والوقوف في مقدمة الركب؟ ويراه اهل الاختصاص العلمي انه الاقل امتصاصا لحرارة الشمس في اشهر الصيف اللاهب من بقية الالوان، فيزيد من رخاء سلعته ازاء بوار الالوان الاخرى، حتى اشتكى احد التجار من ذلك الامر وامتناع الناس عن ابتياع قماشه لشاعر مرموق لينشد في سوق عكاظ رائعته: ( قل للمليحة بالخمار الاسود ماذا فعلت براهب متعبد )، ويتسابق المارة للتبضع من خماره الاسود ويعيد الهيبة لهذا اللون .
اخر ركب عشاق اللون الابيض كسبوا الرهان في بطولة الامم الاوروبية بكرة القدم الجارية حاليا، وانتقلت منتخبات الدنمارك وايطاليا واسبانيا وانكلترا الى الدور نصف النهائي، وهم يرتدون هذا اللون في مبارياتهم، وخرج اصحاب القمصان الملونة، واللقب بقي بذمتهم في النسخة الحالية .
الابيض يكسب في اخر المطاف ولا يحتاج الى شاعر عكاظي أو اندلسي لينشر سلعته، لانه سيد الالوان من دون أن يثلم شيئا من قلوب الالوان الاخرى البيض، أليس كذلك؟