«الأزمة المالية» و«كورونا» يلقيان بظلالهما على آثار كرميان

العراق 2021/07/05
...

 اربيل: ايفان ناصر حسن
 
اثرت الازمة المالية التي حصلت في اقليم كردستان وجائحة كورونا في ملف صيانة واعمار المواقع الاثرية والتاريخية بمنطقة كرميان في محافظة السليمانية، وأدتا ايضا الى ايقاف اعمال التنقيب والبحث الاثاري.   
وتقع كرميان جنوب محافظة السليمانية، وتضم العديد من الأماكن التي تمتاز بجمال خلاب فضلا عن احتوائها على قلعة شيروانة القديمة، كما تتمتع بمناخ جميل طوال العام يشكل عاملا جاذبا لزيارتها، كما تضم بعض المناطق المختلف عليها بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية، وتتألف من اقضية كلار وكفري وجمجمال وخانقين، وهذه المناطق تتبع محافظات ديالى والسليمانية وكركوك.
وقال مدير دائرة اثار كرميان صالح سمين لـ"الصباح": إن "الدائرة تمكنت خلال الاعوام الماضية بالتنسيق مع الجهات الامنية مع تعاون الاهالي، من المحافظة على الاماكن الاثرية في كلار وكفري ومدن وقصبات عدة اخرى، تحوي اثارا وتاريخ حضارات يمتد الاف السنين".
واشار الى "انشاء متحف تراثي داخل قلعة شيروانة واعادة اعمار اماكن اثرية وتاريخية عدة مثل الابراج بين كلارودربندخان وسراي كفري وكهوف كفري وقلعة شيروانة وقلعة دربندخان ـ معبد الزرادشتية، فضلا عن انقاذ اماكن اخرى من الانهيار والدمار والمحافظة عليها، إذ تم بناء سياج لها مثل بيت مجيد باشا بابان".
وتأسست اول دائرة تابعة لمديرية اثار كرميان في العام 1998 في كلار، بعد زيارة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني الى المدينة، إذ قرر اعادة اعمار قلعة شيروانة الشهيرة للحفاظ عليها معماريا وتاريخيا، الى جانب تشكيل دائرة اثار كرميان التي كانت تسمى انذاك (كلار). واوضح سمين ان "الازمة المالية التي بدأت بعد العام 2014 ادت الى تاثر الواقع الاثاري والمناطق التاريخية كثيرا، لكن قبل هذه المدة تمكنا من تخصيص مبلغ 7 مليارات دينار ضمن موازنة العام 2013 لاعادة اعمار اسواق وقيصرية كفري وتجديدها وهي مدينة عريقة في كردستان وفلكلورية، فضلا عن رصد مبلغ 600 مليون دينار الى قلعة محمود باشا الواقعة بإحدى القرى القريبة من كلار، لكن الازمة المالية لم تسعف لاكمال هذه المشاريع" .
واضاف ان "الازمة المالية وجائحة كورونا ادتا ايضا الى ايقاف اعمال الصيانة في مواقع كثيرة بمنطقة كرميان، مثل قلعة شيروانة التي تضررت كثيرا بعد حوادث الهزات الارضية التي ضربت المنطقة، الى جانب توقف اعمال البحث والتنقيب" .
واكد "وجود العديد من المناطق الاثرية بحاجة الى اعمار وتجديد بسبب قدمها والعوامل الطبيعية وتأثيرها، اضافة الى بعض الاعمال الشخصية للمواطنين واضرارهم بها، الى جانب الحاجة لزيادة اعداد الموظفين، اذ لم يعين أي موظف على ملاك اثار كرميان منذ اعوام عدة، ونمتلك الان بكل الدوائر والاماكن الاثرية التابعة لنا 55 موظفا فقط".وبشأن العلاقة مع المتاحف العالمية وتنظيم المهرجانات الدولية للاثار، لفت سمين الى "مشاركة عدد من الموظفين بدورات تدريب وتطوير في باريس، ولدينا اتصالات وعقود مع جامعات لعمل ابحاث او تنقيب في اثار كرميان، مثل جامعة كلاسكو البريطانية التي كان فريق منها ينقب في قرى كاني ماسي وباناسياو، الا ان الجائحة تسببت بتوقف هذه الاعمال الان" .
ونوه بان "كرميان وكلار غنيتان بالاثار والاماكن التأريخية، إذ يجري العثور حتى الان على لقى اثارية قديمة عند تعمير منازل المواطنين،ويتم العمل على الحفاظ عليها بشكل سريع ويجري تعويض أي مواطن يتبين لاحقا أن أرضه تضم اثارا أو تقع ضمن مكان اثري وتاريخي، وتم ايضا اكتشاف الاثار داخل اسواق كلار اثناء تعمير محال المواطنين".