صراع بين شباب إسبانيا ومواهب إيطاليا على بطاقة نهائي أوروبا

الرياضة 2021/07/05
...

 لندن: أ ف ب
 يتبارز منتخبان إسباني شاب وإيطالي موهوب على بطاقة التأهّل إلى نهائي كأس أوروبا لكرة القدم، عندما يتواجهان اليوم الثلاثاء على ملعب ويمبلي في لندن، بعد تقديم مشوار مشرف حتى الآن في النهائيات القاريَّة. وتخوض إيطاليا المواجهة منتشية من 13 انتصاراً متتالياً، ومن دون خسارة في آخر 32 مباراة (27 فوزا و5 تعادلات)، محطمة عدة ارقام قياسية وطنية في طريقها إلى نصف النهائي.
 
وحققت إيطاليا مشواراً باهراً حتى الآن، فتغلبت على تركيا وسويسرا 3 - صفر وويلز 1 - صفر، لتتصدر مجموعتها، ثم أقصت النمسا 2-1 بعد التمديد في ثمن النهائي، وحققت نتيجة لافتة باقصاء بلجيكا المصنفة أولى عالميا 2 - 1 في ربع النهائي.
أما إسبانيا، فقد حققت بداية بطيئة، وواجهت خطر الخروج من دور المجموعات بعد تعادلين مع السويد سلبا وبولندا 1-1، بيد أنَّ رجال المدرب لويس انريكي حققوا فوزا صارخا على سلوفاكيا 5- صفر منحهم وصافة المجموعة، ضربوا مجددا في ثمن النهائي أمام كرواتيا 5 - 3 بعد التمديد، ثم احتاجوا إلى ركلات الترجيح للتفوق على سويسرا (3 - 1) بعد التعادل 1-1.
ويلتقي الفائز من هذه المواجهة المتأهل بين إنكلترا والدنمارك غدا الأربعاء في ويمبلي.
ولعلَّ أبرز مواجهات المنتخبين في نهائي كأس أوروبا 2012، عندما ضربت إسبانيا بقوة مسجلة رباعية في مرمى إيطاليا، لتحرز لقبها الثالث، وردت “سكوادرا أتزورا” في النسخة التالية، عندما أقصت “لا روخا” من ثمن النهائي بثنائية، منهية سيطرتها على البطولة القارية بعد لقبي 2008 و2012.
والتقى المنتخبان 37 مرة، ففاز كل منهما 11 مرة وتعادلا في 15 مباراة. وفي كأس أوروبا، فازت إيطاليا مرتين وإسبانيا مرة وتعادلا 3 مرات.
وسيلتقي المنتخبان مجددا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية على ملعب سان سيرو في ميلانو في 6 تشرين الأول المقبل.
 
 
رصيد ناصع للاروخا
وتخوض إسبانيا نصف النهائي الخامس في البطولة القارية المتوجة بلقبها في 1964 و2008 و2012.
تملك رصيدا ناصعا في نصف النهائي، إذ تغلبت في 1964 على المجر 2 - 1 بعد التمديد، 1984 على الدنمارك بركلات الترجيح، 2008 على روسيا بثلاثية نظيفة، و2012 على البرتغال بركلات الترجيح.
وعلى غرار إسبانيا، خاضت إيطاليا نصف النهائي أربع مرات، لكن بمحصلة مختلفة، تخطت في 1968 الاتحاد السوفياتي بالقرعة بعد تعادلهما، ثم أحرزت لقبها الوحيد في المسابقة، خسرت في 1988 أمام الاتحاد السوفياتي بثنائية، فازت على هولندا بركلات الترجيح عام 2000، ثم فازت على ألمانيا 2 - 1 في 2012.
ودفع انريكي بتشكيلة شابة مطعمة ببعض وجوه الخبرة على غرار قائد الوسط سيرجيو بوسكيتس العائد من الاصابة بفيروس كورونا. وبرز في صفوفه حتى الآن، لاعب الوسط الشاب بيدري (18 عاما)، المهاجم فيران توريس (21) والمدافع باو توريس (24)، بينما نفض رأس الحربة ألفارو موراتا غبار الانتقاد عنه مسجلا هدفين حتى الآن.
قال انريكي: “نحن فخورون جدا، سيكون سخيفا الاعتقاد أنَّ الوصول إلى نصف النهائي سيكون كافيا لأي من المنتخبات الاربعة».
ورأى حارس المنتخب أوناي سيمون المتألق بركلات الترجيح ضد سويسرا انه “يجب أن نفوز بكأس أوروبا، يجب أن ننسى اخطاءنا بسرعة لان هناك خصما صعبا جدا ينتظرنا».
أما المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، فيفتقد لأحد أفضل لاعبي هذه البطولة، الظهير ليوناردو سبيناتسولا المصاب بقطع في وتر أخيل سيبعده لأشهر طويلة عن الملاعب.
قال مانشيني: “سجلنا مرتين (ضد بلجيكا) وكان بمقدورنا تسجيل المزيد، اعتقد أنَّ الفوز كان مستحقا. اسبانيا التالية، لكن مع تقدمك في البطولة تصبح المباريات أكثر صعوبة».
وبعد الفوز على بلجيكا، بدا التأثر واضحا على قلب دفاع إيطاليا ليوناردو بونوتشي “مرة جديدة، أثبتنا قيمنا، نكران ذاتنا، رغبتنا في المعاناة، تواضعنا وقلب إيطاليا، كل هذا ظهر. هو الرضا الأهم، هذا يعني أننا نكبر».
ويعول مانشيني على دفاع مخضرم بقيادة بونوتشي وجورجيو كييليني، خط وسط خبير مع جورجينيو وماركو فيراتي والموهوب نيكولو باريلا، بالاضافة إلى هجوم حاضر بقوة مع فيديريكو كييزا، تشيرو إيموبيلي ولورنتسو إنسينيي.
ولطالما كانت تعول إيطاليا على صلابتها الدفاعية، لكن موهبة باريلا ودومينيكو بيراردي، ومانويل لوكاتيلي وكييزا، أضافت نكهة هجومية لافتة لتشكيلة تبحث عن العودة إلى النهائي بعد خيبة 2012.
 
المراهق الموهوب بيدري
 قبل نحو سنة ونصف السنة كان لاعبا مجهولا مع منتخب إسبانيا تحت 17 عاما، وأصبح بيدري اليوم أحد ركائز “لا روخا».
تفتحت موهبة بيدري في وقت مبكر، فقبل بلوغه سن الرشد، صنع اسما له إلى جانب أسطورة برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي.
أغرى اداؤه المدرب الوطني لويس إنريكي، فكان لاعبا أساسيا لا غبار عليه في مباريات كأس أوروبا الحالية.
قال إنريكي بعد إقصاء سويسرا في ثمن النهائي بركلات الترجيح: “بيدري لاعب فريد، مختلف تماما عن كل الذين نعرفهم».
يلعب بيدري دور الملهم في خط الوسط، يمرر الكرات البعيدة، يراوغ ويخترق الدفاع، لكنه لم يكن محظوظا في مواجهة كرواتيا في ثمن النهائي (5 - 3 بعد التمديد)، عندما لعب تمريرة خلفية عادية لحارسه أوناي سيمون الذي ارتكب خطأ فادحا وتركها تعانق شباكه هدفا افتتاحيا، ليحتسب الهدف باسم بيدري عن طريق الخطأ.
 
جورجينيو مايسترو لا بديل عنه 
إنه لاعب متحفظ ولكن “لا بديل عنه”. منح تواجد جورجينيو في خط الوسط قوة للمنتخب الايطالي المولود مجددا بعد فشل التأهل إلى كأس العالم، وجعله أحد أبرز المرشحين للفوز بكأس أوروبا .
اللاعب المولود في البرازيل، اسوة بزميليه في الاتزوري إيمرسون بالمييري والمدافع رافايل تولوي، حمل معه من بلاد السامبا المهارات الفنية إلى البلد الذي احتضنه.
تمكن جورجينيو من تمثيل المنتخب الايطالي بفضل جده المتحدر من منطقة فيتشنتسا الشمالية.
ويقول اللاعب البالغ 29 عاما المولود في بلدة إمبيتوبا في ولاية سانتا كاتارينا “أشعر وكأنه لدي الفنيات البرازيلية مع الكرة ولكن العقلية الايطالية للتدرب بجهد دائما والفوز».
اللاعب المكنى بـ”البروفيسور” أو “راديو جورجينيو” نظرا للتعليمات التي يوجهها لزملائه على أرض الملعب، هو الايطالي الوحيد إلى جانب المدافع ليوناردو بونوتشي الذي خاض المباريات الخمس مع المنتخب في كأس أوروبا حتى الآن.
خلال فترته في تشلسي، حقق جورجينيو لقب الدوري الاوروبي “يوروبا ليغ” مع ساري قبل أن يرفع الموسم الماضي لقب دوري أبطال أوروبا مع المدرب الالماني توماس توخل.
ويضيف جورجينيو “هذه ايضا اول بطولة كبرى أخوضها مع ايطاليا وأريد حقا أن أؤدي جيدًا».
 
إنريكي وتصفية الحساب مع الاتزوري 
  نجح مدرب منتخب إسبانيا لويس إنريكي بفضل الثقة العمياء بنفسه، في قيادة فريقه إلى الدور نصف النهائي من كأس اوروبا 2020 لكرة القدم، لكن يتعين عليه تصفية حساب قديم مع نظيره الإيطالي الذي ينتظره في ملعب ويمبلي. 
لعلّ النقطة الأبرز في المسيرة الدولية للويس إنريكي كلاعب كانت في مونديال الولايات
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
لمتحدة عام 1994، عندما تلقى ضربة على أنفه من مدافع ايطاليا ماورو تاسوتي، فسال الدم منه ملطخا قميص إسبانيا البيضاء.
لم يعاقب الحكم تاسوتي حينها، كما لم يحتسب ركلة جزاء لصالح إسبانيا في نهاية المباراة كانت ستجر الفريقين إلى خوض وقت اضافي، ليخرج المنتخب الايطالي فائزا 2 - 1. عاقب الاتحاد الدولي (فيفا) لاحقا تاسوتي من خلال ايقافه 8 مباريات، لكن الضرر كان قد لحق بمنتخب إسبانيا الذي خرج من الدور ربع النهائي.
كانت تلك قصة مألوفة لكرة القدم الإسبانية حينها لأن جيلا من اللاعبين الموهوبين فشل في ترك بصمة في بطولة كبرى مرّة جديدة. بيد أنَّ الأمور اختلفت كليا اعتبارا من عام 2008 حيث نجح “لا روخا” بقيادة المدرب لويس أراغونيس في تخطي نظيره الايطالي بركلات الترجيح في ثمن النهائي في طريقه لاحراز اللقب القاري على حساب المانيا (1 - صفر).